خرجت في جمع من الحالمين أتقفى أثر العابرين إلى بر الأمان .. كنت متلهفا لذلك .. لي معرفة بتقصي الآثار .. تعلمتها من حكماء البلدة أيام الدراسة الأولى.
هي فراسة لا تخطئ في الغالب إلا "إن البقر تشابه .." فالعابرون من ذوي الأحذية الخشنة كثر.
والمنتظرون على قارعة الطريق كثر.
والحالمون بالوصول إلى المدينة الفاضلة كثر.
ما إن تم الإعلان عن زيارة الرئيس لمدينة كيفة حتى تنادى "القوم" من كل حدب وصوب شيبا وشبابا، رجالا ونساء مثلما يفعلون في كل مناسبة، وانطلقوا مسرعين إلى المدينة الشاحبة الواقعة على هامش الأحداث بفعل سياساتهم الفاشلة، فاستقبلهم بعطف وحنان كما تفعل الأم تماما ببنيها حتى وإن خانوا العهود، وكانوا لها من العاقين.
يزور السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مدينة كيفة خلال الأيام القليلة القادمة لتدشين بعض المنشآت الحضرية ووضع الحجر الأساس لِأخرى، تستفيد منها بعض الأسر المتعففة في لفتة غير مكتملة إلى الطبقات الهشة.
وهذا أمر محمود رغم ما يعتريه من نقص ومن مآخذ في البرامج والإجراءات.
تحليل عجيب غريب، أستغرب كيف يصدر من وزير سابق و مثقف و محامي فهو يفضح الخلفية الفكرية لصاحبه و يظهر بجلاء أنه لا يعترف بالقدس و المسجد الأقصى أولى القبلتين و ثالث الحرمين و مسرى و معراج الرسول الكريم عليه افضل الصلاة والسلام أحرى بكون الجهاد في سبيل الله من أجل تحرير القدس والمسجد الأقصى وسائر الأراضي الفلسطينية من أوجب الواجبات على الأمتين العربية و
زوال يوم رمضاني غائظ و حين كنت أتقلب على فراش التعب من وقع العطش، تحت عريش مهترئ على كثيب كنكوصه، رن الهاتف فجأة، و دون أية مقدمات بادرني المتصل "هل أنت فلان" أجبته "نعم".
أردف قائلا : ديوان الرئيس يدعوكم لإفطار في القصر بعد غد، و دون البحث عن مزيد تفاصيل، بدأت فورا في تنسيق السفر و جمع و إعارة الأغراض.