عين على العالم بعد كورونا / الحسن محمد الشيخ

     قبل هذا القرن كانت شرارة الحرب تشكل بداية تغيير موازين القوة  مهما يكن سببها و وجاهته أو تفاهته  ، إلا أن الأحداث بعدها قد تنسي فيه.   أما جائحة كورونا و الظاهر من حالها أنها حرب ضد البشرية  فسيكون تضرر القوى العظمى (أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية) منها أكبر ؛ مما  قد يجعل الفرصة سانحة لتصدر دول كانت صاعدة أو حتى أخرى كانت بلا  نفوذ   .  

لقد شكل انتصار الصين -حتى اللحظة-  على المارد المتخفي أملا وقشة تتعلق بها الكثير من البلدان، و كانت تجربتهم  مفيدة للهيئات العاملة في المجال .

 و هذا ما حدا بالمدير العام لمنظمة الصحة العالمية و وزير خارجية إثيوبيا الأسبق  السيد تيدروس غيبروسوس أن ينصح بمقاربات شبيهة بتلك التي أنقذت الصين التنين ، و هو عذر و موجة ركبها الرئيس الأمريكي ورجل الأعمال  دونالد ترامب فلوح بقطع التمويل عن  منظمة الصحة العالمية  المعني الأول  بمحاربة كوفيد19 و غيره من الأمراض  متهما إياها بالانحياز للصين ؛ مما يفسر بجلاء أننا في معمعان حرب عالمية ثالثة ، سلاحها بيولوجي بامتياز  .

 و حين تفقد هذه المنظمة القدرة على الانتصار  يمكن اعتبارها الشهيد الأول،  مع احتمال سقوط الثاني قريبا، و الذي جرح في بداية المعركة؛ ألا و هو المنظمة العالمية للأغذية و الزراعة (الفاو) .

 و بسقوط هاتين الهيئتين التابعتين للأمم المتحدة و مع سياسة الإغلاق و الانغلاق التي تلتزم بها معظم الدول، ربما يدخل النظام العالمي الحالي بداية الإنهيار ، فيفتك فيروس كورونا  بالبشرية مخلفا الكثير  من الضحايا ، و تتفشى المجاعة و بعض الأوبئة المصاحبة، و تتهاوى الأنظمة الإقتصادية الكبرى و الأنظمة السياسية  المنبثقة عنها مباشرة،  و تحل الفوضى في العالم بأسره؛  من قبيل القرصنة والسلب و الاجتياح ، و تتوقف معظم الشركات الأجنبية العاملة في مجال التعدين  .

  و حين يتم القضاء على البلاء  قد نكون أمام عالم جديد تغيب فيه  ممالك أوروبية عتيدة و تستأسد فيه بعض البلدان الآسيوية و الأفريقية اقتصاديا و سياسيا ، و ربما يكون عقد الولايات المتحدة الأمريكية قد انفرط و شمس روسيا  أفلت  .   عندها -لا محالة- سيتم إنشاء منظمة دولية جديدة تقوم على أنقاض هيئة الأمم المتحدة الثكلى و الجريحة و التي فشلت في تحقيق أهدافها خلال عقود خلت.. هذه المنظمة ستكون أكثر واقعية و عدالة من سابقتها ...  

إن هذا التشكل يفرض على بلادنا أن تسرع في حجز مكان غير متأخر في التنظيم الدولي الجديد الذي ستطبعه الاخلاق و قيم التعاون أكثر من عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية .. سيكون عالما سلاحه الماء و الغذاء و ستضعف فيه أو تختفي قوة عملات اليوم (النفط و الغاز) .  

لذا فإنه من الضروري أن تعيد حكومتنا ترتيب أولوياتها انطلاقا من الموقع الجغرافي للبلاد (الجيوستراتيجي) و بما يتماشى مع متطلبات النظام العالمي الجديد ،  فتركز على الاستثمار "الحقيقي" في التعليم و في الزراعة و الصيد حتى تكون بلادنا قادرة على المنافسة في الوقت الذي توفر  فيه أمنا غذائيا و نفسيا للمواطن .

   

خميس, 09/04/2020 - 20:28

آخر الأخبار

شب قبل قليل، حريق في المراعي بمنطقة شلخت ولد امبويه، غرب بلدية ساني، في منطقة جغرافية تابعة لبلدي

أعلنت اللجنة الوطنية للأهلة ثبوت هلال جمادى الآخرة 1446هـ، مساء اليوم الاثنين وبعد الاتصال بكافة

أصدرت النيابة العامة في نواكشوط الشمالية مساء أمس بيانا بشأن جريمة الاغتصاب التى تعرضت لها إحدى ا

أعلنت وزارة التربية وإصلاح النظام التعليمي اليوم الاثنين، عن فتح باب الترشح لشغل وظائف مديري الثا

اشتكى رواد مركز الوثائق المؤمنة بكنكوصه من زيادة في رسوم الخدمات باتوا يدفعونها نتيجة إجراءات الد

ارشيف

نظم عدد من طلاب التعليم الثانوي بمدينة كنكوصه، صباح اليوم الثلاثاء، مظاهرة احتجاجية تضامنا مع الط

أعلنت الشرطة الوطنية في بيان مساء اليوم إلقاء القبض على الثلاثة المشتبه بهم في قضية الاعتداء على

*بسم الله الرحمن الرحيم* 

 

*التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"تواصل"*

 

توفي المهاجر الموريتاني في الولايات المتحدة الأمريكية، الشاب سيدي المختار ابن سيدي إبراهيم، متأثر