السفير المختار ولد داهي يقترح عزل الولايات الموريتانية دون تأخير

 

  بسم الله الرحمن الرحيم

في إطار سلسلة  اللقاءات التي ينظمها "منبر تنمية لعصابه" للتحسيس و التعبئة ضد فيروس كورونا، ومواكبة للإجراءات الاحترازية، و القرارات التي اتخذتها السلطات الموريتانية بهذا الصدد استضاف "منبر تنمية لعصابه" مساء أمس الخميس 26 مارس الجاري سعادة السفير المختار ولد داهي للحديث عن خطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والذي وجهه للشعب الموريتاني مساء الأربعاء 25 مارس، و ما حمله من آمال، و ما عليه من تطلعات، و الدور المنتظر من قادة الرأي في مواجهة هذه الجائحة.

و في بداية مداخلته شكر سعادة السفير المختار ولد داهي القائمين على هذا المنبر، معتبرا إياه خزانا افتراضيا للافكار، يستفيد منه كثيرا، وبخصوص الموضوع قال سعادة السفير: إن العالم بعد كورونا ليس هو العالم قبل كورونا، مبرزا أن من لا يدرك هذه الحقيقة فهو لم يفهم شيئا من كورونا، و إن العالم لم يعرف كارثة بهذا الحجم منذ قرون.

و أضاف الضيف إن إسقاط هذه الكارثة على المستوى المحلي ينبغي أن يكون موضوعا منزوع "الدسم السياسي" ، بعيدا عن كل التجاذب، مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية استشار كل الطيف السياسي موالاة و معارضة قبل إلقاء خطابه، و الذي تضمن حزمة من الإجراءات.

و أردف الضيف أن هذا الخطاب كان في مستوى التطلعات، باعتبار معيار مواقف الأحزاب السياسية، و معيار ضبط التواصل الاجتماعي الذي هو المعبر عن الرأي العام، معتبرا أن أغلب الموريتانيين رحبوا بهذه الإجراءات، و اعتبروا أنها مناسبة مع مستوى الخطر المحدق بالبلد الآن.

بعد ذلك ذكر الضيف ببعض هذه الإجراءات الواردة في الخطاب، منها إنشاء صندوق للتضامن الاجتماعي لمواجهة كورونا بمبلغ 25 مليار أوقية قديمة، و بدعوة جميع المنظمات و الدول الصديقة، و الشقيقة و الفاعلين للمساهمة فيه، إضافة إلى صرف إعانة شهرية لحوالي 30 ألف أسرة بمبلغ مالي قدره 55 ألف أوقية شهريا، لمدة ثلاثة أشهر، و تحمل الدولة أعباء تكلفة الماء و الكهرباء عن الأسرة الفقيرة في الوسطين الحضري و شبه الحضري، و هو ما يمثل نسبة 58 % من مشتركي صوملك – حسب بعض المصادر- ، و 104 ألف أسرة فقيرة في الوسط القروي،هذا فضلا عن إسقاط الرسوم الجمركية عن المواد الأساسية، و خاصة الزيت، و السكر، و الخضروات و الفواكه و الألبان المجففة.

و خلص الضيف في مداخلته إلى بعض التوصيات التي يرى بأنها بات مناسبة الآن من باب الحزم و العزم، منها عزل الولايات عن بعضها البعض، نظرا لجملة من الاعتبارات أولها ظهور حالة إصابة مواطن موريتاني قد قضى أكثر من 10 أيام داخل البلد و خارج الحجر الصحي،ثانيها أن الحزام الإقليمي من حولنا بات شبه موبوء بهذا المرض، و أعلن سلطاته عن حظر تام للتجول و عزل المدن عن بعضها البعض من دون تأخر.

التوصية الثانية أن هذه الإجراءات – رغم أهميتها – يخشى عليها من التسفير، و التنفيذ و آليات المتابعة، و بالتالي اقترح الضيف أن تكون هناك مادة في الأمر القانوني المنشئ  لهذا الصندوق  تنص صراحة على أن كل اختلاس أو سوء تسيير لأموال هذه الصندوق يكيف على أنه خيانة عظمى، و يترتب عليه ما يترتب على الخيانة العظمي من عقوبات، لأننا في حالة حرب حقيقية .

أما عن الدور المنتظر من قادة الرأي العام و النخب، فقال سعادة السفير الدكتور المختار ولد داهي إن هذه معركة جهاد لا يتخلف عنها إلا مخلف، و أشار الدكتور إلى فتوى للعلامة و الوزير السابق إسلمو ولد سيد المصطف قال فيها " أن الالتزام بالاحتياطات الاحترازية والوقائية،و القرارات الصادرة عن السلطات الرسمية بهذا الخصوص واجبة شرعا، و يأثم من خالفها، و بالتالي فإن ما هو مطلوب من النخبة هو الالتزام بهذه الإجراءات الوقائية، و إلزام ذويهم، والحث على ذلك عبر جميع المنابر المتاحة.

و طالب النخبة بالمؤاخاة، و التكافل في هذا الظرف الخاص، و مساعدة المحتاجين من المعدمين، و ذوي الدخل المحدود من القرابة و الجيران، و الفقراء و المساهمة في هذا الصندوق،و الذي أنشأته الدولة كل حسب قدرته، مؤكدا أنه لا يجب أن يدخر أي جهد في لمواجهة هذه الجائحة.

بعد ذلك أجاب الدكتور على أسئلة المشاركين في الحلقة و التي انصبت جلها حول الآلية التي يمكن أن تضمن طريقة شفافة و نزيهة في الاستفادة من هذا الصندوق، و صرف المساعدات في الأوجه المرصودة لها أصلا، و هو ما يتطلب متابعة دقيقة و صرامة في التنفيذ.

أجرى هذا اللقاء المشرف العام على المنبر المفتش عال ولد يعقوب