أوضح رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن انعقاد القمة الإفريقية الأمريكية فيه من الدلالة ما يكفي على الوعي بترابط المصير، وبالمسؤولية اتجاه بعضنا البعض، مما يقوي الأمل بإسهام هذه القمة في تعزيز التعاون الأمريكي الإفريقي، وترسيخ الإيمان المشترك، بمحورية الإنسان وحقوقه، وبقيم الديمقراطية، والتنمية المستديمة، والأمن والسلام.
وقال ولد الغزواني ، الذي كان ثاني متحدث خلال القمة المخصصة لمناقشة الشراكة في أجندة أعمال 2063، بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن موريتانيا استطاعت في ظل محيط إقليمي ودولي شديد الاضطراب، تحقيق الأمن والسلام على أرضها والتأسيس لتنمية مستدامة شاملة. كما عملت على صون حقوق الإنسان وترسيخ الحريات الفردية والجماعية.
وهذا نص الخطاب:
“بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
صاحب الفخامة السيد جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية،
أصحاب الفخامة رؤساء الدول،
أيها السيدات والسادة،
إن تأثر كافة الدول بالانعكاسات السلبية للأزمات المتنوعة التي اجتاحت العالم مؤخرا، قد قوى الإحساس لدى الجميع بأن الإنسانية ذات مصير مشترك، لا محالة. وأنه لا إمكان لسلام، مستديم وراسخ، إلا في ظل أمن الجميع، تماما كما لا امكان لانتصار منفرد عل التغيرات المناخية، إذ تلك معركة، نربحها جميعا، أو نخسرها جميعا.
وإن في انعقاد قمتنا الإفريقية الأمريكية هذه، من الدلالة على وعينا بترابط المصير، وبمسؤوليتنا اتجاه بعضنا البعض، ما يقوي أملنا بإسهامها في تعزيز التعاون الأمريكي الإفريقي، وترسيخ إيماننا المشترك، بمحورية الإنسان وحقوقه، وبقيم الديمقراطية، والتنمية المستديمة، والأمن والسلام.
وإنني لأهنئ فخامة الرئيس جو بايدن على مبادرة عقد هذه القمة، شاكرا له ما تنطوي عليه من الاهتمام بقارتنا، وبدعمها فيما تواجه من تحديات كبيرة.
أيها السيدات والسادة،
إن قارتنا الإفريقية من أكثر مناطق العالم تضررا بالأزمات الراهنة، وأشدها تأذيا، بالاضطرابات الأمنية، والتغيرات المناخية، وذلك لعوامل عديدة لا يتسع المقام لبسطها.
لكن على الرغم من ذلك فإنها تشهد اليوم ديناميكية جديدة، في التأسيس لأمن قاري جماعي، وفي تحسين البنى التحية الداعمة للنمو، والتهيئة للاندماج الاقتصادي القاري المنشود، ومكافحة التغيرات المناخية. ولقد كان لأخي، صاحب الفخامة، الرئيس ماكي صال دور بارز في إنعاش هذه الديناميكية، بفضل خصاله القيادية المشهودة وصدق إيمانه بأهمية العمل الإفريقي المشترك.
بيد أن قارتنا تبقي، في سعيها إلى تحقيق أهداف أجندة 2063، بحاجة ماسة إلى دعم كافة شركائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
أيها السيدات والسادة،
نحن، في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، نبذل، كباقي أشقائنا، جهودا كبيرة في سبيل مواجهة مختلف التحديات الأمنية والبيئية والاقتصادية التي تجتاح العالم.
وفي هذا السياق، استطعنا في ظل محيط إقليمي ودولي شديد الاضطراب، تحقيق الأمن والسلام على أرضنا والتأسيس لتنمية مستدامة شاملة. كما نعمل جاهدين على صون حقوق الإنسان وترسيخ الحريات الفردية والجماعية، ونواصل، بجد وحزم، حربنا الشاملة ضد مخلفات الاسترقاق، والتمييز، والإقصاء، ومختلف أشكال الفساد، تأسيسا لحكامة رشيدة.
وقد استفدنا كثيرا، في كافة جهودنا هذه، من دعم الولايات المتحدة الأمريكية، عبر تعاوننا الثنائي المثمر والبناء.
وأغتنم الفرصة هنا للتعبير عن كبير ارتياحنا لما اعلن عنه، بالأمس، فخامة الرئيس جو بايدن من تأهل بلادنا للاستفادة من مبادرة Millenium Challenge Corporation ولتأكيد ما نعقده من آمال على الآليات الأخرى مثل feed the future لترقية الاكتفاء الذاتي الغذائي.
وإنني، إذ أجدد الشكر للولايات المتحدة، على دعمها المنتظم لبلادنا، وللقارة الإفريقية عموما، آملا أن يتعزز ويتنوع باستمرار، لأرجو لأعمال قمتنا هذه كل التوفيق والنجاح.
أشكركم والسلام عليكم.”.