.gif)
.gif)
آمنة بنت حمودي بن الرظاع امرأة بدوية كانت تعيش بين تلاع أتفيتنات وسهول أنواميلن منتجعة مع أهلها الكرام قبل أن تضطرها صروف الزمن لأن تقطن في إحدى قرى هذا الوطن البادي في خدماته بعد أن أقعد حادث سقوط من جمل زوجها عن الحركة فظلت تقطن بين أهل كرام وسادات فضلاء (قرية أحسي الطين ) لم تشعر معهم بالغربة و كأني أراها تردد قول الطفيل الغنوي:
جَـزى اللَهُ عَـنّا جَعفَراً حينَ أَزلَقَت
بِـنـا نَـعـلُنـا فـي الواطِئينَ فَزَلَّتِ
هُـمُ خَـلَطـونـا بِـالنُـفـوسِ وَأَلجَـأوا
إِلى حَــــجَــــراتٍ أَدفَــــأَت وَأَظَــــلَّتِ
أَبَــوا أَن يَـمَـلّونـا وَلَو أَنَّ أُمَّنـا
تُــلاقــي الَّذي لاقَـوهُ مِـنّـا لَمَـلَّتِ
أصيب آمنة منذ أشهر بوجع في حنجرتها اضطرها للسفر إلى كيفة رفقة ابنتها الوحيدة حيث عاينها الدكتور المخلص محمد بن بكار أخصائي الأنف والحنجرة الذي أخذ منها عينة وطلب ارسالها لأنواكشوط حيث لا يوجد الفحص المطلوب في مستشفى كيفة الجهوي وبعد رجوع الفحص تبين له أن لا بد من تعميق الفحص في الخارج حيث لا توجد تلك الفحوص في العاصمة فبادر بعض شباب البلدية عموما بتحمل تكاليف الفحوص ثم أرسلت للخارج جاءت النتائج وجاءت للأسف إيجابية حيث حملت إلى آمنة ما لم تكن تظن وهو السفر إلى أنواكشوط بل التوجه إلى طب الأنكنولوجيا للأسف .
بعد مشاورات وإقتراحات من الجيران والأهل اقتنعت آمنة فسافرت إلى أنواكشوط ترافقها وحيدتها أيضا التي تركت أبناءها الصغار ووالدها العاجز عن الحركة وراءها .
بعد يوم وليلة من المسير في طريق يرثى لحالها طريق يتعب المشي عليه من تعود وخد الإبل وركوب الهوادج وصلتا أنواكشوط ثم ذهبتا إلى المستشفى أعني مستشفى الإنكولوجيا تحملان معهما نتائج الفحوص فرد عليهما الاستقبال بأنه لا بد من رسالة من الطبيب المعاين أصلا فأبلغنا الطبيب بعقبة المستشفى فأعد الرسالة على عجل وبأحسن حال ثم أرسلت فأخذتاها اليوم ثم توجهتا بها إلى المستشفى فكان الرد مؤلم وهو أن المستشفى لا يستقبل أي أحد لا يحمل بطاقة تعريف ولا رقما وطني !!!!!!
آمنة أحصت أو لم تحص هي مواطنة موريتانية وتتعرض لمرض خبيث ينهك جسمها كل يوم وما علمنا أن الرقم الوطني شرط في الاستطباب .
سيدي الرئيس آمنة مستعدة للإحصاء حين أصبح شرطا في علاجها ولكن مراكز الإحصاء متوقفة عن العمل منذو عدة أسابيع .
سيدي الرئيس بادروا بعلاج آمنة وغيرها من بداة وفقراء هذا الوطن قبل أن تحل بكم دعوة مظلوم .
ايزيد بيه ولد حدمين
