في سلوك أشبه بمس الجنون، تواصل أسعار اللحوم الحمراء بمدينة كنكوصه حركة الصعود المتواصل نحو الأرقام القياسية في تاريخ المدينة، حيث استقرت مع بداية الشهر الكريم في حدود 1800 أوقية قديمة ، في مشهد أذهل السكان و أربك -،على ما يبدو - الجهات الرسمية التي اعتادت فرض أسعار مناسبة للمادة الأكثر حضورا في موائد الإفطار و ذلك طيلة شهر رمضان وهو ما لم تقم به هذا العام.
تبلغ الأسعار حد اللامعقول في منطقة تصنف رعوية بالدرجة الأولى، يطرح تساؤلات عريضة عن دور صاحب القرار الأول في ضبط السوق من خلال منع تصدير الحيوانات وبيعها في الأسواق الكبرى القريبة (كيفه و تناها) قبل استيفاء حاجة المدينة وهو ما يعتبره الكثيرون السبب الأول لنقص العرض و اتخاذ الجزارين للأمر سببا في احتكار عملية تحديد السعر.
نوع المعروض من اللحوم الحمراء في السوق لا يناسب ما يتوقعه السكان في عام تميز بخريف ماطر جعل الكثير من المنمين يعزفون عن الانتجاع وهو ما يشكك في صدقية دعوى أغلب الجزارين في دغع شبهة التربح -غير النزيه-
غياب مبادرات مجتمعية للتخفيف من وطأة الأسعار في رمضان يمولها منتخبون و نخبة في بعض مناطق الوضع جعل فقراء كنكوصه يواجهون الأمر دون عدة و لا زاد كما يفاقم غياب مصالح حماية المستهلك.
هي أذن تراجيديا بدأت تتشكل مع بداية العام و استمدت قوتها و صلابتها من ضعف الفعل المدني الناجع الرامي إلى خلق وعي بضرورة فرض حماية بل كرامة المستهلك.