لقد كانت إطلالة قناة الموريتانية البارحة من مديينة كنكوصه مقبولة من حيث الشكل، خصوصا على مستوى أداء و كفاءة الإخوة الصحفيين وتركيز وعمق الضيوف ... أما من حيث المضمون فقد نسيت أو تجاهلت القناة أن تسلط الضوء - و نحن في أجواء جائحة صحية - على واقع المركز الصحي بالمدينة الذي كان يلتحف الحزن وهو يستقبل أثناء مداخلة العمدة المسائية جثة مواطن سبعيني قضى على متن ما توصف بأنها سيارة إسعاف قادمة من تناها تمخر به عباب السهل والجبل في مشهد يذيب القلب من الإهمال والاستهتار كل ذلك ينضاف إلى ما يعانيه المركز نفسه من نقص المعدات وغياب سيارة للإسعاف.
رصدت كاميرا الموريتانية مشهد بسمة متكلفة على محيا "ممد" وهو يروي بكل فخر تاريخ أرض حوت مآثر أجداده، لكنها بكل أسف تبقى شاهدة على مأساة ثمانيني سرقت وعود الترسيم الكاذبة من طرف وزارة البيئة زهرة شبابه و دفنت حلمه في الحصول على وظيفة أو معاش.
رصدت كاميرا الموريتانية مياه البحيرة جارية لكنها - ربما نسيت - مشهد النضوب المخيف المحدق من على بعد أمطار من تصويب المصور المحكم لعدسة أريد لها العوار حتى عن غياب جسر شكل على مدى السنين حلم الساكنة الأول ومطلبها الملح.
كانت كلمات محمد محمود ولد الطالب سيره تبدو لمن يعرفه غير معبرة عن وحي الضمير والواقع - إن لم تكن طالته يد الاقتطاع-، واقع يعبر عن حال آلاف الأسر الفقيرة في الداخل ممن يعيشون على أمل دعم من "تآزر" أضاعه التسويف بعد أن أعلنه الرئيس ذات مساء في منظر يحاكي "تدخل الدول في عهد الجوائح"...لكن طول الانتظار أخرج الفقراء من سجن الجدران طلبا لما يسد الرمق و يقيم الأود.....
وأخيرا ليت الطاقم بات هنا ... ليرى بأم العين كيف تنتحر إرادة تطبيق الإجراءت الاحترازية على أسوار حاجة المنمين و إرادتهم في مشهد الزحام على العلف.