تحيا الجزائر ! / الحسن محمد الشيخ ولد خيمت النص

 طالعت في وسائل الاعلام كغيري من الموريتانيين خبر وصول وفد جزائري رفيع المستوى يضم مجموعة من الوزراء ، جاء للدعم و المساندة في هذا الظرف العصيب و الاستثنائي  ... ولم يفاجئني الأمر رغم بهجتي العارمة بالخبر .

 

  و عدت قليلا إلى نفسي أسترجع بعض الذكريات ؛

 

فكان يرن في أذني حديث والدي -رحمه الله-  عن الجزائر  و شعبها العظيم .. ذلك الشعب الشهم الأبي الذي خبرته دروب البذل و العطاء .. الكريم السخي من دون من أو انتظار مقابل .

 

 حديثه الشيق عن مجاهديها .. عن  عبد القادر الجزائري و عبد الحميد بن باديس .. عن ثورتها ضد الاستعمار الفرنسي .. و عن زعماء و شهداء جبهة التحرير .

 

عن أرضها الطاهرة  .. عن  اسطيف و عنابة .. و وهران ... عن جبالها و وهادها .. عن كل ساحاتها  التي كانت مقبرة للغزاة و كانت أيقونة و رمزا  للنضال العالمي ضد الاستعمار و كل أنواع الهيمنة و الإمبريالية.

 

عن الصلات التي تربطنا بها من دين و نسب و تاريخ و جغرافيا ..

 

عن مناصرتها لقضايانا و دعمها الدائم  لاستقلالنا .

 

ذلك الدعم الذي تجلى في محطات كثيرة و تجسد في أمور عظيمة نذكر منها لا الحصر :

 

الدعم اللامحدود للسياسة الاقتصادية لموريتانيا  و خصوصا في سنوات الاستقلال الأولى؛ حيث تم تأميم ميفارما بمباركة منها و كان إنشاء عملتنا الوطنية (الأوقية) بضمانها.

 

و لم تتخلف الجزائر يوما عن مد يد المساعدة و خصوصا في أحلك الظروف ، كسنوات القحط و الجفاف التي عرفتها بلادنا في نهاية ستينيات و سبعينيات القرن الماضي .

 

و ظلت في كل مناسبة تظهر جاهزية بلاد المليون شهيد لشد عضد بوابة العالم العربي الغربية على افريقيا .. 

 

  و اليوم التاسع يونيو ٢٠٢٠ نستقبل وفدا يضم شخصيات سامية أبت رغم الظرف العصيب إلا أن تلتقي بالأحبة في الوطن الثاني أرض المنارة و الرباط .. بلاد شنقيط و وادان؛  واد العلم، و واد النخل الباسقات مشرئبات الأعناق .. الرقيبات على العهد و الوفاء .. المنشدات مع الأخوة في الجزائر :

 

 قسما بالنازلات الماحقات 

و الدماء الزكيات الطاهرات

و البنود اللامعات الخافقات 

في الجبال الشامخات الشاهقات

نحن ثرنا فحياة أو ممات

و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر 

فاشهدوا .. فاشهدوا .. فاشهدوا 

 

يحل هذا الوفد بالقلب قبل أن تقلع طائرته من أرض المجاهدين الطاهرة .

 

 و زيارة المجاهدين بشارة خير على هزيمة هذا الوباء الكاسح الذي يتطلب القضاء عليه تضافر كافة الجهود الوطنية والإقليمية و الدولية .

 

إن مشاركة الجمهورية الإسلامية الموريتانية و الجمهورية الشعبية الديموقراطية الجزائرية في حل المشاكل، و السعي -معا-  للأفضل لأمر طبيعي ؛ فعلاقات البلدين و طموحات الشعبين تدفعان القيادتين  لما يخدم الوطن ، و يعمل على تنمية المنطقة.

 و ليس غريبا أن يسعى البلدان الشقيقان للقضاء على كافة الأمراض و الظواهر و الآثار التي قد تشكل عاملا مساعدا على عرقلة ما يسعيان إليه من تقدم و ازدهار.

 

وأخيرا 

 

لن اشكر الجزائر الكبيرة على هذه الزيارة النوعية و المساعدات القيمة،  فليس من الجميل شكر العظماء على القيام بالواجب اتجاه إخوتهم، لكنني أنتهزها فرصة لأعترف  بعجزي عن التعبير عن مدى حبي للجزائر.

فقد تربيت على حب الوطن و حب من يحبه، و كبرت على أن الجزائر كبيرة بشعبها العظيم و نضالها الخالد و بشهدائها الأحياء عندربهم يرزقون. 

 

فلتحيا الجزائر !

أربعاء, 10/06/2020 - 06:50

آخر الأخبار

في سياق جائزة التميز التي أعلنت عنها وزراة التربية وإصلاح نظام التعليم بات الرأي العام في مقاطعة

أبلغ قائد الأركان العامة للجيوش الفريق المختار بل شعبان مديري ومسؤولي البنوك الأولية والمؤسسات ال

تتواصل الحرائق لليوم الثالث على التوالي ببلدية تناها مدمرة مساحات رعوية شاسعة  بعدما امتدت إلى مخ

قالت وزارة العدل إن مكتب تسيير الممتلكات المجمدة والمحجوزة والمصادرة وتحصيل الأصول الجنائية، نفذ

أعلن اليوم بالعاصمة الفرنسية باريس عن رحيل الوزير الأسبق يحي ولد مكنوس.

فرضت سلطة تنظيم الاتصالات غرامات مالية وعقوبات إدارية بتقليص مدة الرخص على ثلاث شركات اتصال تعمل

انطلقت أمس بكنكوصه أولى الدورات التكوينية لصالح وحدة إنتاج الألبان بمدينة كنكوصه.

شب قبل قليل حريق في المراعي قرب قرية كيولا ببلدية ابلاجميل.