في عام 1930 م و لأسرة محافظة، عرفت بالعلم و الفضل و الإنفاف، ولدت عيشة امبارك بنت محمد المختار ولد اسويدات في وايه واقواويت شرق غرب مدينة كيفة حيث توفيت عنها والدتهاوهي في السنة الأولى من حياتها
في بداية الأربعينيات من ذات القرن و ككل الفتيات في عصرها، كانت عيشه امبارك تحلم ببناء أسرة تربي فيها الأبناء على قيم النبل و الفضيلة التي رضعتها من لبان والدتها الفاصلة فاطمة منت ازوين وعبد القادر المسومية ..........
لكن طموحها الجامح لم يكن محايدا في تحديد مسار حياتها فدلفت إلى صناعة التأثير من باب العمل السياسي و الاجتماعي النسوي فانخرطت في صفوف حزب الشعب الحاكم حينها و تدرجت في المناصب عضوا في مكتب الفرع أمينة للنساء وصولا إلى العضوية الكاملة في المكتب السياسي الوطني للحزب المنبثق عن مؤتمره الرابع المنعقد 1975 م و الذي كان حضور عيشه امبارك بارزا فيه .
لم يمنع الاندفاع المشهود في النضال، عيشه امبارك من تدشين مسار تعليمي من خلال الجلوس في فصول محو الأمية توج بالحصول على شهادة ختم الدروس الإعدادية.
لعبت سيدة نساء كنكوصه دورا فعالا في توعية النساء و تكوينهن و دعم قدراتهن العقلية و مواهبهن في الخلق و الإبداع و ضربت موعدا لهن في كل مناسبة لعرض ما أبدعته أناملهن من صناعة تقليدية و فن و تطريز.
يجمع معاصرو عيشه امبارك على أخلاقها و بذلها و ذكائها و قدرات و مواهب نادرة أخرى أهلتها لتكون في مقدمة صناع السياسة و الحدث في ولاية لعصابه والوطن....
أخلاق و قيم شهد بها كل من زار كنكوصه في تلك الفترة من موظفين و زوار.
آمنت عيش امبارك بمبادئ حزب الشعب و نافحت عنها في كل محفل و اتخذت من الرئيس المؤسس المختار ولد داداه قائدا و قدوة و كانت تتمنى أن لا ترى "موريتانيا بدون المختار".
و في العام 1978م و على بعد 4 أشهر من الانقلاب على ولد داداه رحلت عيشه امبارك في حادث سير أمام المستشفى الوطني حيث كانت في عيادة لبعض المرضى وودعتها مدينة كنكوصه و الوطن بالنحيب و الدموع و أوفدت الحكومة و حزب الشعب للتعزية فيها لتطوى صفحة من النضال و الفضل و الأخلاق.