أولا: يؤسفنى أن هذه اللجنة ستنعقد بعد 18 سنة من الاستقلال حيث لم يحضرها أولئك الرجال الوطنيون وبجميع ألوانهم ولغاتهم وكان الله صنعهم جميعا كما تصنع اللبنة طيبون أصحاب ضمائر وطنية آمنون ومؤتمنون على المال العام والعدالة الاجتماعية والاقتصادية، وقد توجهوا إلى الاستقلال الثقافي بضمائرهم الوطنية مع أنه في ذلك الوقت لغة المستعمر لا وجود لغيرها في المكاتب، الأن اللغة العربية بعد الاستقلال بقليل أحسن وضعية في الوطن بكثير من اللغة الوطنية حالا الرسمية دستوريا المتجاهلة من طرف جميع السلطة التنفيذية، وكانت آنذاك لا ترى بالعين المجردة في المكاتب أيام الاستعمار كما نحن الآن في مكاتب الوزراء.
ولكن الرجال الوطنيين آنذاك جعلوا الانتقال إليها نصب أعينهم وعزائمهم لأنهم يعرفون أنها وحدها التي توحد شعبنا كما وحد الإسلام اسم دولتنا، لأن اللغة هي أسرع موحد للشعوب مختلفة الألسن فبدأ أولا إدخالها في المدارس، فامتحان شهادة الكفاءة المعروف سنة ٦٤ المشهور نجح فيه أكثر من ألف معلم ومن كل لون واكتتبت جميعا بالتدرج حسب تسلسل رقم النجاح وعرب القضاء حتى مع وجود قضاة فرنسيين قبل تأميم القضاء وطنيا ودخل التعريب وزارة الداخلية بتعيين الحكام والولاة إلى آخره فلو وحدنا تعليمنا من ذلك التاريخ إلى يومنا هذا، لكن الآن شعب دولة واحدة في كل لقاء شعبي جماعي بيننا، ولكن ابتلانا الله بعد أولئك الرجال بنكسة ما نطلق عليه نفايات الديمقراطية الغربية من الفساد الأخلاقي والمالي والإداري ما يصعب أصلاحه.
ونظرا لهذه الحقائق، فإننا نرجو من لجنة الحوار أن تطهرنا من آثار ما خلفته نفايات الديمقراطية من شرائحية وعنصرية وتطهرنا من البحث عن ترسيخ ثقافة المستعمر محاباة لمن اختارها لمعاشه من غير أي اعتبار وطني آخر.
فالعالم أصبح قرية واحدة، وكل أمة أخذت لغتها الوطنية هي الرسمية في جميع مراحل التعليم واختارت لغة من لغات العالم ترفا فقط لاستعمالها عند الحاجة، وطبعا ليست الفرنسية الآن هي أحسن ما يختار لذلك، وهذا لا يتحقق إلا باقتراح حل كافة الأحزاب وأولها الاتحادي وحل البرلمان وكتابة قوانين جديدة تشدد على نوعية تشكيل الأحزاب وتقييد صارم للخطاب غير الوطني وتحديد نوعية اللحمة الوطنية الهادئة حتى نرى سلوكا وطنيا أخلاقيا لا نحتاج بعده لعبارة التهميش والغبن والتآزر إلى آخره.
ويبدء ذلك بالقيام بإحصاء جميع المواطنين ذوي الهشاشة بغض النظر عن شريحتهم ونقوم بالتمييز الايجابي الوطني في حقهم إلى آخر ذلك من الإصلاح في طقس ربيعي وطني هادئ، ويجب أن ينبثق عن هذا الحوار تشكيل لجنة تحلل خطابي الرئيس في مدريد والمدرسة الإدارية، لماذا نحن فقراء الشعب أغنياء الموارد، ودولتنا مترهلة لا ريح لها ولا طعمة عند المواطنين.
والجواب معروف، الأول لفقدنا لقيادة رجال التنمية، والثانية لاستمرارنا في حياة سلوك الديمقراطية الفوضوية الشعوبية النسائية التي غرقنا فيها إلى الودجين، فإذا كان الاتجاه إزالة هذه المصائب فنعم بهذا الحوار، أما إذا كان كل متكلم فيه سوف ينظر إلى لونه ليتكلم طبقا للونه، فإن الأقلام الموريتانية سوف تعيش العشر الأواخر من رمضان، وهى تأكل لحم المؤتمرين المباح بصفتهم أعلاه، وربما قالوا لهم ما قاله الشاعر الموريتاني لوفد تونس الزائر لموريتانيا بعد الاستقلال لعصرنة حياتها.
ألا قبحا لهذا الوفد من وفدي لقد جاء للإسلام بالحادث الادي
إلى أخر الأبيات
وأخيرا، فنحن نتمنى للمحاورين من صميم قلوبنا أن يكون حوارهم يشبه غيبة حليمة لهذه الدولة الفقيرة الغنية المترهلة إداريا كما قال رئيسها، وهنا وفى الرئيس بعهده بقول الحق يقول تعالى {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون] كما يقول {ويحذركم الله نفسه}.
ونختم الآن بدعوي صالحة بإذن الله لكل من أوصل الرسالة لمن يعنيه الأمر وهو كافة الشعب بنشرها بالمواقع.