محمد محمود ولد الطالب سيره شاب أربعيني من مواليد مدينة كنكوصه حرمه الله نعمة البصر لكنه حباه بصيرة و ذكاء وطموحا تتجلى في مهارات وقدرات وعمق في الطرح والتفكير.
يعيش محمد محمود اليوم في كنف اسرته الصغيرة المكونة من ستة افراد هم ثلاثة أطفال ذكور و بنت إضافة إلى أمهم يصرف كامل وقته لتوفير حاجاتهم وتغطية تكاليف الدراسة والعلاج معتمدا في كل ذلك على ما تجود به ايدي المسحنين وما يتحمله الأهل والأقارب.
مهمة يقطع في سبيلها محمد محمود مسافة عدة كيلومترات جيئة وذهابا إلى مركز المدينة يتلمس الحيطان والحفر سالكا دروبا اعتادها في الصغر يطرق ما يشاء من ابواب المؤسسات ومحطات النقل و البنزين و حتى بيوت السكان لا يعجزه المرور والوصول للغاية فقد حباه الله موهبة عجيبة ونادرة في التعرف على الطرق بل و الأشخاص من خلال أصوات المارة حتى أنه يميز في ذلك بين المرء وشقيقه.
يروي محمد محمود بمرارة شديدة ما يعتبره إقصاء شاملا لشريحة المعوقين في كنكوصه سواء على مستوى برامج الدعم و التكوين كما التمويل والتأهيل رغم خطوات التنظيم التي حاولوا مؤخرا القيام فيها بإنشاء هيئة خاصة بهم تعنى بشؤون وتمن حضورهم في المشهد لكن عوائق بيروقراطية تقف دون تحقيق الهدف...ويطالب الجهات الحكومية بتحمل مسؤوليتها تجاههم و تمكينهم من حقهم في تسهيل الحصول على بطاقة معاق و ما يستحقونه بعد ذلك من دعم.