"برلنائمو" الشعب ..! / الحسن ولد محمد الشيخ

 

  أمسيت قرير العين .. لا شيء يكسر سكون المكان إلا شخير "برلنائم" تائه في بحبوحة ..  يبحث عن الزيادة و لو على حساب الفقراء ؛ مما قد يقوده يوما إلى نحسه .

   له كلمات نشاز أشد إيلاما من وخز أشواك الطلح في سفوح الجبال ؛ تترصد كل سائر خارج قطيع العابثين بالأمانات .

  جلست أنظر بحب فطري إلى الأرض .. أتطلع فيها إلى وطن حر مزدهر تسوده العدالة؛ فكانت حصيات الرمل تتطاير شررا .. ثائرة في عتاب مع  الضمير، و لسان حالها يردد :
 
لماذا زكيته في الأصل ؟
و لماذا -يا أخي- هذا السكون و الاستكانة ؟
و لماذا الحكام يسعون -دوما- للإستدانة ؟
و الإستعانة من أجل السراب ؟

 و أنت لاتزال يافعا في عز الشباب، و الأرض -كما ترى- يباب .

  فقلت : لعلهم يسعون من أجلي ، و لأجلي قد يجوز المحظور ولو كان على الأحفاد السداد ..!
و طفقت أفكر و أخطط للعيش الرغيد مثل أي برلنائم موريتاني .
 فوجدتني أتيه مع التائهين في فيافي الأوهام و صحاري الأحلام .

 حاولت أن استرق السمع كي أعيد ترتيب كلمات   تبعثرت تبعثر الفقراء في طرقات العاصمة ، فلم أسمع  إلا ما كانت تلوكه ألسن البسطاء من مقال لا يروق للحاكمين في عهد النياشين و أصحاب الأوسمة .. المتحالفين مع القبليين الرجعيين .. الراشين البرلنائمين مرتين في أقل من سنتين  .

   و فجأة غصت جلسة "البرلنائمين" بالتبريكات و التبريرات، و الكل مزهو بنصر عظيم  على منتخبيه .. و ظل الجمع يتبختر تملقا و تبجحا  أمام أعين الكل .

  و الشعب يندب حسرته على وجه شوهه الحرمان و كاهل أثقلته الديون  .

   فنهضت مخاطبا صحبي بعنتريات العاجز عن ترجمة الأقوال، و بفلسفة المثقفين العاطلين عن العمل ، و بكبرياء المتشبث بالأمجاد الزائفة .

  و قلت : لعلكم حاسدون !

 لقد  أراد الحكام من الدين النماء لأنفسهم، و أراد البرلنائمون من الزيادة التغطية على الفشل، و المصادقة على كل مشروع غير مشروع ...

  و عدت للبيت مبحوح الصوت .. مهيض الجناح ، و لم أجد في الصناديق إلا أمهات الديون ، و قد جف ضرع البقرات و ذبلت السنابل .
و أدركت حينئذ أن كلام  الحملة الحلو أمر من الحنظل ساعة التدبر . 

  فهرعت الوساوس تتزاحم  على عتبة ذاكرة ملها السأم و أنهكها التفكير ، فلم تعد تقوى على تركيب جملة مفيدة إلا في فن التصفيق و التطبيل ، لتتكسر الأحلام  على جدار اليأس، ويطول بيات الوفر .
  
  و تبقى جمعية برلنائمي الشعب حبلى بأجنة مشوهة من صناعة التملق و الطمع ، يأبى الحرف فيها  أن ينطق إلا تزلفا..

خميس, 28/01/2021 - 21:50

آخر الأخبار

حواء ميلود - رئيسة اللجنة

أُعلن نهاية الأسبوع عن أسماء رئيسة وأعضاء لجنة صندوق الدعم العمومي للصحافة، وأسندت رئاسة اللجنة إ

تم اليوم في انواكشوط تبادل المهام بين بعض القادة العسكريين المعينين حديثا،وكانت مذكرة عمل صادرة ع

أعلنت وزارة التربية وإصلاح النظام التعليمي فتح باب التبادل بين المدرسين الراغبين في التحويل بين و

سجلت مناطق شمال موريتانيا فجر اليوم أدنى درجات حرارة لها منذ فترة، حيث وصلت 3 درجة مئوية في بئر أ

أعلنت لجنة الأهلة أنها خلال اجتماعها اليوم الثلاثاء الموافق 29 جمادى الآخرة، لم تتوصل بما يثبت رؤ

أعلن وزير النفط والطاقة محمد ولد خالد استخراج أول دفعة من النفط من حقل آحميم الكبير المشترك مع ال