
انطلقت أمس بمدينة كيفه و بإشراف السلطات الإدارية و دعم من مشروع تنمية الشعب PRODEFI، حملة تنظيم سوق الخطروات بالمدينة عن طريق GTF الذي يعرف بأنه إطار تشاوري يضم مجموعة من المزارعين والناقلين والتجار وأصحاب المدخلات الزراعية.
الفكرة التي تبدو في ظاهرها محاولة لتنظيم السوق في واقع يعيش فيه المواطن على وقع الفوضى في كل مجال، إلا أنها تترجم - دون رتوش - تأشيرة للتجار لخنق المستهلكين.
إن أبرز مبادئ اقتصادر السوق تقوم على التأثر الواضح لأسعار البضائع بثنائية العرض و الطلب فكلما كان العرض أكبر كانت الأسعار أقل و العكس بالعكس، حيث يشجع طغيان الطلب سلوكيات الاحتكار و الجشع و الأنانية لدى التجار وهو ما يجعل "GTF" غارقة في الانحياز عكس المستهلك لما تمثلة من فرض ضوابط لتقليل "العرض" أمام حاجة ماسة من المواطنين في فترة الندرة تدفعهم للشراء - بأي ثمن -.
جانب آخر من التأثير السلبي لفكرة "التنظيم المشبوه للسوق" تتمثل في فقدان بعض المزارعين لمنتوجاتهم المعرضة للتلف رغم ما أنفقوا فيها من جهد و وقت و مال فمنعوا - بقوة الرعاية الرسمية - من ضخها في السوق و لم يتمكنوا -لغياب الوسائل - من حفظها للاستعمال الآجل.
إن هذا الإطار لا يبدو غير رصاصة رحمة يطلقها التجار بمباركة الإدارة على المستهلك النهائي دون وازع و لا رادع كما أنه محاولة لقتل الحلم بتحقيق مطلب توفير وسائل التبريد و الحفظ صونا للإنتاج و ضمانا للوفرة و تحكما في السعر "المناسب".