انطلقت قبل ساعات بعموم ولايات الوطن المنتديات الجهوية للتخطيط التنموي التشاركي ضمن مقاربة أعلنت عنها الحكومة قبل أيام بغرض رصد مشاكل التنمية و تحديد أولويات السكان في الداخل..
وهي مقاربة و إن كانت طموحة فإن آليات تنزيلها - حتى الآن - تبدو جانحة إلى مستويات غير مطمئنة من الاستعجال و الارتباك.
إن أبرز المفاهيم الأساسية المرتبطة بالتنمية المحلية تتمثل في تركيزها على تحصيل المعطيات من جمهور المستهدفين القاعديين قبل تصنيفها و تحليلها و من ثم اعتمادها كأولويات و البحث عن طرق تلبيتها.
إن ساعة واحدة من لقاء منتخبين يفتقرون في الغالب لمخططات تنموية بلدية (العمد) و يحتاج الموجود منها للتحيين أو يقيمون أحيانا خارج دوائرهم (النواب) و هم مع ذلك "يسألون" تحت ضغط الوقت و رهبة الموقف (أمام الوزراء) و تعهدات الحملة و إكراهات السياسة و عين الرضى الكليبة عن كل عيب كل ذلك يجعل مخرجات العملية بعيدة من أن تعكس واقع و تطلعات السكان.
لقد كان أولى من باب الجدية و المعقول أن يستمر مسار كهذا أشهرا كاملة مستغرقا مئات الساعات في التشار و عشرات ورش التشخيص الميداني أما أن يتم كل شيء في ظرف ساعات فذلك أشبه بمشهد من مسرحية لا تستهوي الحضور و لا تقنع النقاد و هي من قبيل ما يقال "اخلگ البارح و اصبح سارح".
محمد ولد زروق