أن يتنقل رئيس المجلس الجهوي بلعصابه الموقر مع إجلال القدر وكامل التقدير يجوب فيافي هامد تزكم غبرة موكبه أنوف العاجزين عن توفير السكن وتأمين الغذاء ليوزع عشرات الحقائب المدرسية ومثلها من الأقمصة قصيرة الجناح على تلامذة إعدادية جيب الفقر الأول بالولاية فتلك مهمة تحتل -قطعا- مكانة في سلم الأولويات الطويل لقوم أعياهم الجوع وانهكهم الفقر و أقعدهم المرض وشردهم الجفاف.
لكن المفارقة أن تكون الهدية على قلتها و ما رافقها من المن والتصوير مقدمة من جهة خارجية رغم ما تواطأت عليه اجتماعات مكتب الجهوي الموقر من أرقام فلكية تم تدويرها في خدمة الأشخاص لا السكان (سيارة الرئيس و سيارة منزله وعلاوته و مساعديه الوظيفة) وكلها كانت كافية - لو وجهت كما يجب- لسد الحاجة للتسول باسم التلاميذ خصوصا في الأساسيات (التجهيزات والادوات).
كان الأولى بكم سيدي الرئيس - أداء لواجب النصح - أن تطلبوا ترميما لسد أو تعبيدا لطريق أو تشييدا لحجرة ليكون المطلب بحجم الحلم و الإنجاز بقدر التحدي وحينها فلتسكنوا في الطرقات ولتصلوا ليل التسليم بنهار التدشين ولن تجدوا من الجميع إلا الثناء والتمجيد.
أما أن يكون مجرد توزيع حقائب مدرسية للبنات شكلا ويحملها البنون فعلا فهو تمييع للمهمة وتحجيم للدور و إن كان هو قدر همكم فعلى الإنجاز السلام!!!؟.