لقد أظهر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) من خلال مهرجانه الحاشد اليوم 10 فبراير 2024 أن الحزب جدير فعلا بزعامة المعارضة وأنه أمين حقا في التعبير عن صوت المواطن الضعيف المطحون ومسؤول جدا في تعاطيه مع الشأن العام الوطني والدولي.
لقد سال حبر كثير في الفترة الماضية متهما تواصل بالتخلي عن دوره المعارض وعن قرب تلاشيه بسبب "الانسحابات الكبيرة" التي شهدها الحزب، وأنه لم يعد والمعارضة من بعده قادرا على تقديم بديل جدي عن النظام القائم.
أعتقد أن رسائل تواصل التي أبرق بها من خلال مهرجانه اليوم إلى لائحة العناوين المدرجة في دفتر عناوينه كانت واضحة جدا ومهمة جدا:
1) فقد طمأن منتسبيه وأنصاره على أنه لازال بخير رغم آلام الجراح التي ألمت به في الفترة الماضية (انسحاب قيادات بارزة من بينها مؤسسون وفاعلون اجتماعيون وانتزاع منتخبين منه بالتزوير البواح).
2) ورد على المنافسين الذين أشاعوا أن النظام منشغل بالبحث عن منافس يعطي شرعنة للرئاسيات القادمة بأن من يقف حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل في صفه سيفرض أن يحسب له حسابه.
3) وأعطى للمشككين في معاناة الشعب الأدلة والأرقام المبرهنة على أن "الشعب يعاني" فعلا.
4) أظهر الحزب أنه لازال ـ بفضل من الله ومنة ـ الوجهة الأولى لمختلف شرائح وفئات المجتمع.
5) وبرهن من خلال حضور قياداته ورموزه التاريخيين أن تواصل مدرسة تكفل لكل فرد منها التعبير عن آرائه لكنها عند الجد تقف صفا واحدا في وجه الفساد والظلم والتهميش.
6) وختم بريده برسالة أخرى أخال أنها وصلت النظام دون تشويش مفادها أن فترة "السماح" و "والتفهم" شارفت على الانتهاء.
وعموما وفق الله التواصليين والتواصليات لتنظيم مهرجان يليق بهم ويليق بمستوى ما وصلت إليه البلاد من معاناة دفعت قواها العاملة الشابة إلى الهجرة: ضباطا وأطباء وأساتذة ومعلمين وأعدادا كبيرة من العاطلين، فهل سيعي النظام الحاكم الرسالة ويتلافى الوضع؟، أم ستواصل جيوش المفسدين التحكم في مفاصل الحكم ونهب الثروات غير عابئة بالمخاطر الاقتصادية والاجتماعية والأمنية المحدقة ببلادنا؟
حفظ الله بلادنا من كل شر.
محمد محمود ولد عبدي