رأيت خرجة جميل الحديثة، بأناقته اللفظية، وخطابه الأخاذ، ورأينا تشكيلة وليده السياسي الفتي، المحنك بلبان ممتزجة، جاوزت مدتها الطبيعية، فكانت نتاج صبغة يسارية وكادحية وقومية وإسلامية،صبغت ببراغماتية ولدتها الشيخوخة السياسية لشخصية جميل الفذة.
يراهن جميل بذكائه السياسي، وخبرته المتراكمة على جناحين في تياره الجديد هما:
فئة المخضرمين الذين بدأت شيخوختهم السياسية تغزو كدحهم السياسي، فباتوا يراهنون على مكسبي "الاستفادة" و "الحضور" من الطبخة الغزوانية في المسار التمهيدي لعهدها الثاني.
وفئة من الشباب لما تتبلو رؤيته السياسية بعد، يتسم بوعي جيد، وتنقصه الممارسة العملية للعبة السياسية
لكن التساؤل الذي يطرح نفسه هل ستقبل الأغلبية حزب جميل الذي أفنى أربعين ربيعا من عمره يصارع الحكام ويقف في وجه الانظمة صامدا رغم كل الإغراءات والتهديدات؟
وهل يستطيع جميل التخلص من نزعته الإسلامية الماضوية ليتأقلم مع ذوقه لبراغماتي الجديد؟
الحسن الطالب أعمر