بكاء و حزن و نحيب .... لا صوت يعلو فوق التعزية و الدعاء و التثبيت.
إنها ليلة "الحداد" في بلدية هامد حيث عم الوجوم و الخوف الجميع من هول صدمة الحادث، و رهبة الموت و ألم فراق "الفلذات".
لقد مرت ساعات أمس "الجمعة" ثقيلة على أسرة أهل اوريزگ، حالها حال مئات الأسر في هامد و طفره و الطبال، و هي ترى فجوة الأمل تضيق في العثور على أبنائها "أحياء" تقر بهم أعين الأمهات و تسعد قلوب الأبناء و الزوجات و الأهل و الأصحاب.
08 شباب في عمر الزهور، تلتهمهم مياه الأطلسي على متن قارب صيد قبالة مدينة انواذيبو، ليختفي أثرهم قبل أن تلفظ المياه الجثث واحدا تلو الآخر، في مشهد يقطع نياط القلوب.
مشهد لن تكفي معه الدموع، و حزن لم تشهد البلدية و المقاطعة له أي مثيل منذ عقود ، إذ كيف تطيق الأم فراق أحد أبنائها، فكيف بهم ثلاثة و في لحظة.
صبرا "آل اوريزك" و "ابلال" و "آل اجديدو" و جميع الأهل في الأدغال المنسية هناك فعزاؤكم و عزاؤنا أنهم شهداء – بإذن الله- و مجاهدون في تحقيق عيش حلال كريم ضنت به عليهم كل الحكومات بين أحراش "هامد الجميل" فخرجوا يتلمسونه في عرض الأطلسي.
قد يضنون عليكم حتى بالتعزية و المساواة، لكن عزاءنا "مات الرسول".