لم تكن باحات مقر جهة لعصابه كتومة بما فيه الكفاية، لتخفي ملامح الورطة التي وقع فيها حزب الإنصاف، على بعد دقائق من افتتاح جلسة تنصيب رئيس الجهة و و انتخاب نوابه.
لقد كان كل شيء يدل على عمق الأزمة و عظم الحدث، فقد وصل الوفد الرسمي برئاسة الوزير المكلف بالإشراف على العملية باكرا، و باتت ردهات المبنى فضاءا مفتوحا للنقاش و التجاذب في ما يشبه حملة يقودها فدرالي حزب الإنصاف بلعصابه حمه ولد عبد الله و العمدة السابق لبلدية كرو الشيخ امو لإقناع مستشاري الإنصاف بالالتزام بالقرار الحزبي...
وبعد وقت طويل من الانتظار في واجهة المبنى، دخل الوفد الرسمي إلى قاعة الاجتماع لينتظروا وقتا أطول لحين حضور رئيس المجلس المنتخب و يبلغ عدد الحضور 14 مستشارا من أصل 25.
وفور إعلان افتتاح الجلسة من طرف الوزير احتج رئيس المجلس الجهوي بحجة الصفة التي يحضر بها لينسحب لاحقا رفقة أحد مستشاري حزبه و يعلن الوزير رفع الجلسة و تأجيلها لعدم حصول النصاب.
عملية التأجيل يرى مراقبون أنها بمثابة إتاحة فرصة أخرى ل"عصا" الترغيب و الترهيب الممارس على مستشاري حزب الإنصاف من أجل الوصول لمقترح توافقي تقف دونه أطماع المستشارين في الحصول على امتيازات مادية "لنواب الرئيس" يسعى الكل للظفر بها ولو على حساب انضباطه و انسجامه الحزبي "الموهوم".