تمّ مساء الثلاثاء، 23، مايو،ط 2023، في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، نقاش أطروحة للدكتوراه في الفلسفة قدمها الباحث الموريتاني المهدي ولد محي الدين.
و كانت عن المستشرق الفرنسي بول مارتي، بعنوان (الرؤية الاستشراقية للإسلام والمجتمع الموريتاني عند المستشرق بول مارتي، من خلال مؤلفاته: دراسات حول الإسلام في موريتانيا، والقبائل البيضانية في الحوض والساحل الموريتاني، وكنتة الشرقيون) دراسة تحليلية نقدية.
وهدَفت الدراسة إلى بيان الرؤيةِ الاستشراقية الفرنسية وموقفِها من الإسلام والمجتمع الموريتاني عبر أطروحات بول مارتي، وشملَ ذلك مقدِّمةً وتمهيدًا وسبعةَ فصولٍ وخاتمةً، وواحدًا وثلاثين مبحثًا. وتحت كلِّ مبحث مطالب مختلفة. وأمَّا أبرزُ أسبابِ اختيار الموضوع، منها الوقوفَ على العلاقة التكاملية والتخادمَ بين الاستشراق الكولونيالي والاستعمار الفرنسي، وبيانِ موقفِهما من الإسلام والمجتمع في موريتانيا، وأمَّا مشكلةُ البحث فإنَّها تتمثَّلُ في بيان الخلفية الفكريةِ والمنهجيةِ للاستشراق، وموقفِ بول مارتي من الإسلام والثقافة الإسلامية والقيم الأخلاقية الموريتانية، والأبعادِ الكولونياليةِ الفكريةِ، والأمنيةِ في أطروحاته، ومدى قابليةِ المجتمع الموريتاني للكولونيالية الفرنسية، وبيان أبرز المناهج الاستشراقية التي استخدمها بول مارتي في ذلك. هذا وقد استخدم الباحثُ في تحليله ونقده المنهج الوصفي والتحليلي.
وكانت أبرز نتائج البحث:
1- أنَّ بول مارتي لم يستطع التخلُّص من الإرث المسيحي الكاثوليكي الذي رافقه من ناحية النشأة والتربية، ومن ناحية المعرفة والسلطة، ولذا؛ بقيت هذه النزعةُ تسيطرُ على تفكيره وأحكامه، وينظرُ إليها كقضية مركزية في مختلف تعاملاته وتصرُّفاته.
2- أنَّ صورة الإسلام في ذهنه مضطربةٌ وغيرُ واضحةٍ، وأحكامُه متحيِّزةٌ، وغيرُ موضوعيةٍ، ومعرفتُه بالإسلام بسسيطةٌ وسطحيةٌ.
3- أنَّ فترةَ إقامةِ بول مارتي في الجزائر وخدمتَه في الجيش الفرنسي تحت القادة والضباط في جيش الاحتلال، ومرافقتِه لمختلف العمليات العسكرية أعطته تجربةً هامَّةً في التعامل مع القبائل والمجموعات البدوية في موريتانيا، وذلك من خلال استحضار المركزية الأوروبية في كلِّ شيء.
وأما أبرز التوصيات فمنها:
ضرورةُ الاهتمامِ بأطروحات بول مارتي الأخرى، المتعلَّقة بغرب إفريقيا، وعرضِها ونقدِها، خصوصا دراساتِه عن السينغال ومالي والنيجر وساحل العاج وبنين وغينيا. إضافة إلى أطروحات الضباط والمستشرقين الفرنسيين في الحقبة الاستعمارية، مثل لويس شاتيليه، ولويس فيدريب، والجنرال كورو، وذلك من أجل إكمال هذا المشروع العلمي؛ الذي ابتدأته هذه الرسالة.
أشرف على الأطروحة الأستاذ الدكتور/ سليمان بن عبد الله الرومي (رحمه الله)، والأستاذ الدكتور/ مرزوق بن سليم اليوبي.
وكانت لجنة المناقشة مكونة من الأستاذ الدكتور/ سلطان بن عمر الحصين، والدكتور/ حمد الصقعبي.
ونوقشت عبر منصة بلاك بورد، لثلاث ساعات، ونالت درجة ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
وينحدر ولد محي الدين من مقاطعة كنكوصه.
و تتمنى كنكوصه اليوم للدكتور المهدي مزيدا من النألق و النجاح في قادم مشواره.