لم يكن مساء اليوم السادس من رمضان مختلفا في أي شيء عن أيام قرية تناها المستسلمة للخذلان و النسيان، رغم مكانتها التجارية الهامة و موقعها الجغرافي المتميز، كواجهة جنوبية للبلد مطلة بظلامها الدامس على أنوار قرى دولة مالي البعيدة عن المحيط و الفقيرة من الحديد.
لم يختلف هذا اليوم أيضا في أي شيء، عن أيام العطاء و الملاحم الوطنية التي يقدمها أبطال الصحة في ذلك الثغر المتأخم البعيد.
لكن ملحمة اليوم كانت مختلفة، وكان الأبطال الثلاثة على موعد مع التاريخ ، يسابقون قرص الشمس لإنقاذ حياة السالكة القادمة من أدغال البلدية بعدما استعصت ولادتها في نقطة "الخلوة" الصحية، وبعد وقت عصيب كان البشر و خرج الجميع مزدهيا فقد تمت - و بمعجزة - عملية ولادة 3 توائم بصحة جيدة.
انتهت الملحمة و خرج رئيس النقطة و فريقه (ممرض ومولدة) منتصرين على نقص الوسائل و انعدام التجهيز و هواجس العجز متأبطين شرف المسؤولية و قسم الطبيب فنالوا بجدارة لقب "الأبطال" في انتظار "إنصاف" الوزارة و تشجيعها.