2022 .... رقم آخر في سفر السنين بمدينة كنكوصه، يمر مطرزا بدمعة محروم و أنة مريض و صيحة مظلوم و آهة مقهور.
عام آخر يأتي ، و مواجع الفقد - غرقا في البحيرة - تفجع الأكباد و تحيي مظاهر عزاء يملأ البيوت و تفيض منه القلوب أسى و حسرة على تجاهل عمره عقود لمطلب الجسر الملح.
عام آخر يأتي، و قوافل العطشى تزاحم الغادين إلى المساجد عند بزوغ الفجر، في معركة بحث مضن عن عصب الحياة تستمر طيلة ساعات النهار يعود الظافرون فيها ببضعة لترات ماء لا يخلو في الغالب من التلوث.
عام آخر يأتي ، و لا تزال كنكوصه الرابضة بهدوء على بحيرتها البديعة ، تتنفس تحت الرمل، مقطعة الأوصال، بعدما سلك طريقها المعبد مسلك التمييز المتعمد ضد الأحياء، و بان الوعد بإنجاز شبكة داخلية عرقوبيا بامتياز...
يأتي العام الجديد وكل شيء كما كان - إلا قليلا - منذ عقود.
عام جديد إذن، و ذات الأحلام تراود السكان، من جسر و طرق و خدمات صحية و تعليمية، فهل تجد طريقها للتحقق.