لا تزال كنكوصه الرابضة على ضفة البحيرة كما كانت منذ 60 عاما بجمال مظهرها و جلال قدرها في قلوب الأهل و الزوار.
لا زالت قلوب أهلها - كما كانت - ناصعة البياض تفيض عطفا و رحمة و ألفة و حنانا، لم تغيرها عاديات الفقر و لا دعايات التنمر و التمييز.
ومع كل ذلك، لا تزال كنكوصه و عشية الذكرى ال62 لعيد الاستقلال الوطني، يعاني سكانها وطأة العطش و غلاء الأسعار و غياب شبكة داخلية للطرق.
كما لا يزال الجسر حلما ورديا يدغدغ مشاعر الآلاف من سكان كنكوصه 2 (الحاشية) وهم يعيشون رهبة الموت غرقا على متن زوارق خشبية متهالكة.
كنكوصه عشية الاستقلال، تعيش تبرم وزارة الزراعة بعدما باتت مشاريعها موجهة بالكامل و بشكل غير مفهوم إلى جهة في الولاية يلحظها كل عاقل فيما يحرم الفقراء من غير أهل الواسطة من متر سياج و يعانون من أجل الحصول على مبيد يوزع ب"الكأس" .
كنكوصه عشية الاستقلال ، لا تزال تحكمها نفس العقليات المستحوذة منذ النشأة الأولى، حيث يكسب المنتخبون السباق الانتخابي لكنهم سرعان ما يفقدون دعم الناس و يتحول التشجيع المطلق إلى سخط عارم و ترسو سفينة التعهد "الحملاتي" على شاطئ النكث و الخذلان.
كنكوصه عشية الاستقلال هي ذاتها عند التأسيس قبل 60 عاما، ينحر الجزارون فيها على الرصيف، و يحملون اللحوم مكشوفة على عربات الحمير و يتلقفها المواطنون في السوق دون رقابة أو رقيب.
كنكوصه عشية الاستقلال لا تزال تعزلها الأمطار عن محيطها القروي الضيق نتيجة غياب الممرات على أهم الأودية و المجاري في كلبله و اويد انيقله و وويرنكل وكرله و ازواز.... إلخ.