بعد أن حبس الأهالي في مدينة بو امديد بولاية لعصابه ، أنفاسهم طيلة يوم وليلة ، وانشغل الرأي العام الوطني والدولي خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرمة ، بأزمة الطفل "شبو" ، الذي علق وسط سيول سد جارف وأوشك أن تخر قواه ، و كاد الاستسلام يتسلل لعائلته وللمحطين به ، أظهرت قواتنا الجوية وجيشنا الوطني ، من جديد أهليته لتطلعات المواطنين والاستجابة للآمال والطموحات ، قاطعا الشك باليقين على دوره الجمهوري وليوقع بذلك التأكيد على الحضور القوي للسلطات العليا إلى جانب المواطن أين ماكان وحيث ما وجد .
وهكذا أظهرت عملية تدخل فرقة الإنقاذ والتنسيق المحكم بين القطاعات المعنية بالدفاع الجوي والحماية المدنية ، والمتابعة الإدارية ، فصلا جديدا من فصول الانحياز للمواطن ودرسا آخر في تعرية ممتهني الأراجيف ومتقني توزيع الإحباط والمسرفين في الأحكام المسبقة لحاجة في نفس يعقوب .
ولقد أظهرت محنة الطفل " شبو " تلاحما أهليا وشعبيا عز نظيره وابرزت أروع مظاهر اللحمة الإجتماعية والوحدة الوطنية ، حيث طبعت المتابعة والاهتمام طيلة الأزمة ، سلوك الرأي العام الوطني من قمته إلى قاعدته .
إنها وباختصار ملحمة بطولية رائعة ، ورسالة قوية للحضور الرسمي ودليل على الاهتمام الكبير لتطلعات المواطنين والسعي للوقوف إلى جانبهم مهما قست الظروف وتنوعت الكوارث ، إنه حقا الوطن ، فهنيئا لنا جميعا ولعائلة " شبو" ولطاقم ، حوامة الإنقاذ وأفرادها الأشاوس .
فلهم ولقواتنا المسلحة الباسلة أرفع القبعة ...