لم تكن "حليمة" هذه المرة، أكثر حكمة مما كانت، فعادت دون عناء لعادتها القديمة، التي حاولت يوما وقبل سبعة أشهر من الآن أن تتركها.
لقد كان ذلك يوم 24 دجمبر الماضي ،حين أشرف وزير المياه و الصرف الصحي السابق، محمد الحسن ولد بوخريص، على وضع حجر الأساس ل"سد عره"، الذي علق عليه سكان كنكوصه كبير الآمال و جسيم الأماني ، في إعادة مياه البحيرة إلى مجراها الذي اعتادت هجرانه منذ سنوات.
بدأت خلال أيام من حدث "الوضع" شركة أعمال إنشاء السد، لكنها نتيجة تقدير خاطئ لحجم الأعمال و غياب واضح للرقابة، أمضت أشهرا في اختبار العمال "المحليين" و أشهرا أخرى في استقدام وافدين.
و بعد أشهر من التدبير جاء سيل خفيف، ليكشف هشاشة العمل و يظهر أن "الحلمة" لم تخط بعد خطوتها الأولى، فجرف جزءا من الأعمال و كميات من الاسمنت.
وحينها شدت "حليمة" الحزام و عزمت على المضي في إتمام الأشغال قبل السيل القادم.
لكن "كركري" هذه المرة كان أكثر إصرارا على إظهار الهشاشة، لتعود حليمة مهيضة الجناح، كاسفة العينين، وتواصل مياه "لحرج" رحلتها قهرا نحو كاراكورو.
لتنكشف الحقيقة أن "يمه لن تلد يوما طفلا" و أن "حليمة" فشلت أيضا في ترك عادتها القديمة في خلف الوعد للفقراء.