التأم, اجتمع , عقد .... تلك على ما يبدو أبرز إنجازات المجلس الجهوي بولاية لعصابه الذي خصص في الظاهر مأموريته الأولى للاجتماع والنقاش والتخطيط دون أي فعل أو خطوة في اتجاه العمل على التخفيف من وطأة الفقر والتهميش والحرمان التي يرزح تحتها سكان الولاية التي أعطت ـ على حين غرة ـ أصواتها ل"النائمين".
يلتئم المجلس إذن في دورته ال(N) فتلتقط الصور وتنشر في (بعض) الإعلام وينتهي الاجتماع كما بدأ و على موعد آخر في فرصة لاستقبال الرئيس أو الوزير لتعميق النقاش والدراسة لتحوز مأموريته هذه بحق لقب "مأمورية الاجتماعات".
لم ير المتابع لعمل الهيئة المثيرة أي توأمة تعقد ولا أي اتفاق يبرم ولا أي تمويل يجلب سوى نزر من الأدوات المدرسية الممنوحة من سفارة الصين كلف توزيعها في قرية هامد ما لو وزع على بعض الأسر هناك لكفتها مؤونة العيش أياما.
يجتمع المجلس كل مرة فتغيب عن الرأي العام أي أجندا واضحة لقضايا النقاش فيغرق المراقبون في متاهات العموميات(نقاش وضع التعليم والصحة والطرق وووووو) ومع كل اجتماع لا يبرح مؤشر الإنجاز مكانه شاهدا على العبثية والعجز ....والضحك المستمر على الذقون.
هل تعلمون يا سادة المجلس أن مدينة كنكوصه شبه معزولة بفعل رمال السيول و أن الطريق المعبد تهدده الانهيارات, وهل تعلمون أن مركزها الصحي بالبلدية المركزية لا يتوفر على سيارة إسعاف ولا جهاز للتصوير فةق الطبقي ولا الأشعة ولا أي مقوم لإطلاق وصف مركز صحي.
وهل تعلمون أن عشرات الأسر في جنوب الولاية عموما يتهددها الجوع نتيجة تأخر الأمطار فقد جف عندها الضرع وقل الزرع وتحتاج تدخلا مدروسا لمنع الكارثة.
هل تعلمون أيضا أن منكوبي الأنطار لا زالوا في اتظار تشيد المأوى وتوفير الزاد وهل تعلمون أيها السادة عن انعدام الماء الصالح للشرب وتهالك الحجرات الدراسية وانهيار السدود الزراعية في مختلف جهات الولاية.
الأهر إذن يحتاج أفعالا لا أقوال وتدخلات لا اجتماعات وشيئا من الجدية وبعض الصدق مع الذات وتحمل المسؤوليات.
التحرير