لا تعبر بالضرورة عن قوة الاقتصاد..لماذا هذه العملة منخفضة وتلك مرتفعة ؟ مكحل عبد الله

مكحل عبد الله / طالب بالمعهد العالي للغة الانجليزية

تعتبر النقود أو المال بشكل عام أحد أهم الأمور التي تأخذ حيزا واسعا في حياتنا اليومية، كما أنها تسيطر على مساعي وأهتمامات العالم فالحاجة للمال ضرورية من أجل القيام بأي عمل كان، وقد أتخذت  هذه النقود أشكالا عديدة على مر عقود من الزمن، سنحاول في هذه الأسطر -على ضوء تخصصنا الدراسي-  تسليط الضوء على الحاجة الضرورية لهذه النقود وما وظيفتها ولماذا هذه العملة منخفضة وتلك مرتفعة.

 

النقود أو المال يمكن تعريفها على أنها الشيء الذي يستخدمه الناس لشراء حاجة ما, أو لدفع أجور للآخرين، بمعنى أن النقود نفسها متغيرة وغير ثابتة على شكل معين لكن الدور الذي تلعبه على مر العقود هو الدور نفسه.

 

تارخيا أتخذت النقود أشكالا مختلفة حسب أختلاف الثقافات فقد أستخدمت  بعض الأمم الحجارة نقودا وقد أستخدم الملح والجواهر أيضا، وفي عصرنا الحالي أصبحت العملة الأفتراضية تلعب دورا في التبادل التجاري كما هو الحال مع عملة "البيتكوين".

إذا الأهمية تكمن في رضى الطرفين (البائع و المشتري).

 

فما ذا لو أصبح العالم بدون نقود معنية أو ليست هناك عملات للتبادبل التجاري ؟ هذا يدفعنا للحديث عن المقايضة والصدفة المزدوجة  Barter and double coincidence.

وتعني مقايضة بين شخصين عن طريق المصادفة، أي، أن كلا الشخصين يرغب في تقديم خدمة للطرف الآخرصدفة، ولكي نفهم الفكرة نسوق مثالا، فلو كان هناك مصفف شعر مثلا يريد نعلا فعليه إجاد صانع أحذية يرغب في بيع نعل بحجم معين (حسب مقاس المصفف) ويكون صانع الأحذية أيضا على أستعداد لاستبدال الأحذية بعدد من تسريحات الشعر (ما يملكه المصفف) !

فالفكرة تقوم على أستبدال شيء بشيء آخر وهذه الطريقة تعتمد على الصدفة بشكل كبير، ثمة مشكلة في نظام المقايضة وخاصة في البضائع القابلة للتلف، فلو كان هناك مزارعا يريد أستبدال  جرار معين مقابل قطعة من القمح فقد يكون من الصعب الحصول على عملية تبادل لأن الجرار قادرا على الصمود لفترة طويلة بينما قطعة القمح قابلة للتلف بعد فترة وبالتالي علملية التبادل هنا غير عادلة. وهنا يأتي دور النقود التي تعمل كوسيط بين البائع والمشتري بدلا من استبدال شيء بآخر.

وللتفصيل هناك جوانب يجب التنبيه عليها، فالنقود التي يتم قبولها على نطاق واسع بين مجتمع ما والتي تستخدم كوسيلة للتبادلات التجارية يجب أن تتضمن الخصائص التالية:

1  يجب أن تكون قابلة للقسمة، فالأوقية مثلا تحتوي على عدة أقسام 1 أوقية 5 أواق و10 أواق فلو لم تكن هذه الوحدات موجودة لكانت عملية التبادل صعبة، بمعنى أنه إذا كان هناك شخص ما يحمل ورقة 5 آلاف ويريد شراء قيمة 100 من الخبز فسيضطر لترك الباقي وهو 4900 نظرا لعدم وجود كميات مختلفة من العملة وبالتالي عملية التبادل هنا معقدة.

 

- يجب أن تكون النقود قابلة للحمل، أي خفيفة يمكن حملها ليست ضخمة أو ثقيلة.

- يجب أن تكون دائمة بمعنى أن تكون ذات صلاحيات طويلة لا يخشى فسادها كالأطعمة وبعض الأشربة التي تفسد بعد فترة.

- يجب أن تكون صعبة التزوير النقود تفقد قيمتها إذا تمكن كل شخص من تزويرها.

وفي ظل التسارع الكبير الذي يشهده العالم تأثرت العملات تدريجيا بهذا التسارع، حيث أصبحت العملات "الغير حكومية" تكسب ثقة المستهلك في السوق حسب ماذكر "بول كيمب" في كتابه Ted Talk .

 

مأخرا ظهرت العملة المشفرة كنوع من العملات الإفتراضية ومن بين افضل انواع هذه العملات تلك المشفرة بنظام Blockchain  حيث تتم عملية تسجيل معلومات المعاملات وتثبتها على شبكة لا مركزية وموزعة بين أجهزة الكمبيوتر الشخصية، وتعد عملة البيتكوين الأشهر في هذا المجال فقد أخذت زخما واسعا من ظهورها عام 2009 ولا يوجد مقرا بالفعل لهذه العملة أو مسؤولا رسميا عنها، وبدلا من ذالك تبقى داخل دائرة التبني تارة من قبل شركة ماكروسفت أو أوفرستوك Overstock وغيرها.

ورغم أن العملات المشفرة تطورت بشكل كبيرالا أن ثمة شوائب تشوبها كغيرها من العملات من بينها أن العملة المشفرة لا تمتلك جهة مسؤولة عنها وبالتالي تفقد غطاء الأمان أو لنقل إطارا قانونيا يمكن  للمستهلكين الرجوع له حالة تعرض أموالهم للسرقة أو الأحتيال أو أي مشكلة من مشاكل الأمان الإلكتروني الكثيرة.

و حسب تقرير لدراسة استقصائية فإن 58% ترى أن العملة المشفرة "تافه" أو لا " فائدة منها" ورغم ذالك تواصل عملة البتكوين تقدمها نحو الأفضل وتشكل مثالا قويا على العملات الإفتراضية كما أنها تعد عملة صعبة وقوية حيث تجاوزت الدولار في أكثر من مناسبة.

هنا قد يتساءل البعض لماذا هذه العملة مرتفعة وتلك منتخفضة ؟

وللإجابة على هذا السؤال يمكن القول أن العملات قديما كانت تطبع حسب قيمة  ما تملكه الدول المالكه لها من ذهب وبعد ذالك أصبحت العملات تحدد بحرية من قبل الحكومات.

فبعض البلدان تحدد قيمة العملة حسب العرض والطلب، ونظرية العرض والطلب هي عملية التفاعل بين المواد المعروضة (العرض) و رغبة القوة الشرائية( الطلب) لهذه المواد وقد تحدثنا عن الموضوع بشكل أكثر تفصيلا في إحدى المقالات السابقة، وبالتالي ترتفع العلمة اذا زاد الطلب عليهم وتنخفض كذالك إذا انخفض مستوى الطلب عليها.

وهناك دول أخرى تربط عملاتها بعملات أجنبية كما هو الحال مع بعض دول الخليج التي تربط عملاتها بالدولار الأمريكي نظرا لأستقراره .

ولكن في الغالب هناك العديد من الدول تحدد قيمة عملاتها حسب ما تراه مناسبا لأقتصادها فقيمة العملة لا تعبر بشكل عام عن قوة الأقتصاد من ضعفه فالأقتصاد الأردني مثلا متواضعا لكن قيمة الدينار الأردني مرتفعة والحال ذاته مع العملة اليبانية فالين اليباني منخفض رغم قوة الأقتصاد اليباني حيث تحتل المركز الثالث عالميا من حيث إجمالي الإنتاج المحلي والحال ذاته مع الصين صاحبة المركز الثاني من حيث قوة الأقتصاد لكن السبب وراء  ذالك أن الدول التي تعتمد بشكل كبير على الأستثمار الأجني والتصدير كالصين واليابان  تخدمها العملة الضعيفة

أما الدول المستوردة فتخدمها أكثر القيمة المرتفعة للعملة.

جمعة, 14/02/2020 - 11:25

آخر الأخبار

شب قبل قليل، حريق في المراعي بمنطقة شلخت ولد امبويه، غرب بلدية ساني، في منطقة جغرافية تابعة لبلدي

أعلنت اللجنة الوطنية للأهلة ثبوت هلال جمادى الآخرة 1446هـ، مساء اليوم الاثنين وبعد الاتصال بكافة

أصدرت النيابة العامة في نواكشوط الشمالية مساء أمس بيانا بشأن جريمة الاغتصاب التى تعرضت لها إحدى ا

أعلنت وزارة التربية وإصلاح النظام التعليمي اليوم الاثنين، عن فتح باب الترشح لشغل وظائف مديري الثا

اشتكى رواد مركز الوثائق المؤمنة بكنكوصه من زيادة في رسوم الخدمات باتوا يدفعونها نتيجة إجراءات الد

ارشيف

نظم عدد من طلاب التعليم الثانوي بمدينة كنكوصه، صباح اليوم الثلاثاء، مظاهرة احتجاجية تضامنا مع الط

أعلنت الشرطة الوطنية في بيان مساء اليوم إلقاء القبض على الثلاثة المشتبه بهم في قضية الاعتداء على

*بسم الله الرحمن الرحيم* 

 

*التجمع الوطني للإصلاح والتنمية"تواصل"*

 

توفي المهاجر الموريتاني في الولايات المتحدة الأمريكية، الشاب سيدي المختار ابن سيدي إبراهيم، متأثر