يمثّل يمثّل عيد الفطر بالنسبة للمسلمين في كافة بقاع الأرض مساحة للفرح والأمل والتفاؤل، ففيه يجدّد المؤمن فرحته بانتمائه إلى دينه وبإتمامه لأعظم الشهور أجرًا وروحانيةً.
وفي تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" (middleeasteye) البريطاني، أشارت الكاتبة عندليب فرازي صابر إلى أن عيد الفطر بالنسبة للمسلمين هو وقت للتعبير عن الامتنان لله ولقاء الأصدقاء والعائلة، مع بعض الأطعمة والحلويات الخاصة به، كما يتبادل الكثيرون فيه الهدايا أيضًا ويصلون أرحامهم ويتذكرون أولئك الذين توفاهم الله.
توضح الكاتبة أنه لا يجوز صيام أول أيام العيد الذي يوافق الأول من شهر شوال، ويبدأ المسلمون يومهم بدفع زكاة الفطر، وهي واجبة تعطى للفقراء، ثم يلتقون في صلاة العيد الجماعية في الصباح الباكر، وعادة ما يرتدون ملابس جديدة أو أرقى الملابس التي يمتلكونها، وبعد ذلك سيحيّي المسلمون بعضهم البعض بأمنيات العيد.
تعدد التحيات
تلفت الكاتبة إلى أنه في الشرق الأوسط، تتنوع التحيات بين "عيد سعيد، كل عام وأنتم بخير، عيد مبارك.." وتعد هذه الصيغ الثلاث الأكثر شيوعًا بين عموم المسلمين، الناطقين بالعربية وغير العربية، لكن بعض المجتمعات المسلمة خصت نفسها بتحية مميزة لتعكس لغتها وثقافتها، مستعرضة 6 طرق أخرى لمشاركة تحيات العيد.
الملايو- سلامات هاري رايا
بعد إقامة صلاة العيد جماعة، يتبادل المسلمون تحية "سلامات هاري رايا" التي تعني "يوم احتفال سعيد" باللغة الماليزية التي يتحدث بها الملايو في ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا وبروناي، وعادة ما تُتبع التحية بعبارة "ماف ظاهر دان باتين" أي "أستغفرك" وتقال للأهل والأصدقاء الأكبر سنًّا، ثم يتم إعطاء مظاريف خضراء صغيرة مليئة بالمال، تُعرف باسم "سامبول دويت رايا" للأطفال لشراء الحلوى أو الألعاب.
وأشارت الكاتبة إلى أنه غالبًا ما ترتدي العائلات الملابس التقليدية المتشابهة، كدليل على وحدة الأسرة، ومن الشائع أن ترى عائلة كاملة ترتدي درجات مختلفة من نفس اللون، وتصطف لالتقاط صور لإضافتها إلى ألبومات صور العائلة، ثم تجتمع في وقت لاحق لمشاركة وجبة بوجود عدد من الأطباق، بما في ذلك كيتوبات وفطائر كعكة الأرز وكعكة السنتار وفطائر الأناناس والليمون والأرز الدبق المطبوخ مع حليب جوز الهند داخل سيقان الخيزران المجوفة والريندانغ، وهو عبارة عن جوز الهند الحار مُضاف إليه اللحم بالكاري.
غاناـ ني تي يون بالي
في غانا، يُحيي المسلمون من شعب أكان، أكبر مجموعة عرقية في البلاد، بعضهم البعض بعبارة "ني تي يون بالي" وتعني "عيد سعيد" ويتجمّع المصلون في العاصمة أكرا عادةً إما في مسجد كوماسي المركزي أو مسجد غانا الوطني الحديث المصمم على الطراز التركي والذي مولت أنقرة عمليات إنشائه.
وفي لغة الهوسا التي يتحدث بها أولئك الموجودون شمال غانا، يستخدم المسلمون كلمات "باركا دا صلاح" للاحتفال بالعيد بعد الانتهاء من صلاة المسجد، ومعناها "صلاة عيد مباركة" كما يُمنح الأطفال نقودًا للاستمتاع بأيام العيد.
ويمكن أن تشمل طاولة العيد الغنية أطعمة خاصة بالعيد مثل الجولوف وهو أرز متبل مطبوخ في مرق اللحم وصلصة الطماطم، وواكاي وهو طبق بسيط من الأرز والفاصوليا يقدم على أوراق نبات لسان الحمل مع إضافة التوابل المختلفة، ثم يستمتع الجميع بمباريات كرة القدم والعروض الموسيقية وحفلات الشوارع في وقت لاحق اليوم.
الألبانية- جزوار بجرامين
يتجمع المصلون في ساحة سكاندربج في عاصمة البلاد تيرانا، ويتبادلون التحية "جزوار بجرامين" وتعنى تمني الخير خلال العيد، وتأتي كلمة "بجرامين" من كلمة "بايرام" وهي تركية تعني العيد.
وعادة ما يقضي الألبانيون اليوم الأول من العيد في المنزل، حيث يستمتعون بالأطعمة التقليدية مثل بايريك وهو عبارة عن فطيرة محشوة بالجبن والسبانخ، وفي اليومين الثاني والثالث تقوم العائلة والأصدقاء بتبادل الزيارات.
في تركيا تُقال التحية "بايرام كوتلو أولسون" لإيصال نفس الرسالة، ويُمنح الأطفال الملابس الجديدة والأموال للاحتفال بهذه المناسبة، ثم ينشغلون بجمع وتناول الحلويات.
الكردية- جازنت بيروز
"جزنت بيروز" تعني "العيد السعيد" باللهجة السورانية التي يتحدث بها أكراد العراق وإيران، حيث يُقال إن الكردية هي رابع أكثر اللغات استخدامًا في الشرق الأوسط، بعد العربية والتركية والفارسية.
وعادة ما تقام صلاة الفجر ثم يتبعها تناول أطعمة العيد مع الأسرة، وواحد من تلك الأطعمة عبارة عن كعك محشو بعجينة التمر يدعى "كوليشا" وهو ذو تصميم حلزوني فاتح للشهية، كما يبيع الباعة الجوالون الألعاب الصغيرة والبالونات للأطفال الذين يتوقون إلى إنفاق جزء من مكافأة العيد.
الصينية- كاي تشاي جيي كويلا
يُقدر عدد المسلمين في الصين بنحو 28 مليون مسلم، ومن بين 56 مجموعة عرقية مختلفة توجد في البلاد، هناك 10 ذات أغلبية مسلمة، ويقوم المسلمون الذين يستطيعون العبادة بحرية في أجزاء من الصين بإشعال أعواد البخور في المنزل قبل الذهاب إلى المسجد لأداء صلاة العيد، وتحية بعضهم البعض بعد ذلك بعبارة "كاي تشاي جيي كويلا" أي عيد سعيد.
وتعتبر زيارة قبور الأحباء الذين رحلوا عادة يقومون بها لإظهار الاحترام للأسلاف، قبل أن تبدأ احتفالات اليوم حيث تعود العائلات إلى المنازل للاستمتاع بأشهى المأكولات مثل سانجزا، وهو عجين نودلز مقلي في شكل هرمي، ويقدم مع الشاي، كما يمكن للأطفال والعائلات الاستمتاع بالعروض التي تقدم في الشوارع مثل راقصي الأسود والمشي على ركائز وفناني عروض الدفاع عن النفس.
روسيا- عيد مبارك
يوجد مسلمو روسيا البالغ عددهم 20 مليون نسمة بشكل رئيسي في موسكو وجمهورية تتارستان وجمهورية باشكورتوستان والشيشان وسان بطرسبرغ.
وفي الأقلية الشيشانية، تقضي نساء الأسرة الأيام الأربعة الأخيرة من رمضان في تنظيف منازلهن بالداخل والخارج استعدادًا للعيد، وبعد صلاة الصبح وتبادل تحية العيد المبارك، يتم زيارة كبار السن من العائلة ثم الاجتماع للاستمتاع بتذوق طعم العيد المنتشر على مائدتهم الاحتفالية.
وعادة ما يكون هناك حساء لحم الضأن، ودولما، ومانتي، وفطائر العجين محشوة باللحم، كما أنه يعتبر يوم احتفال للأطفال خاصة حيث يحملون أكياسًا فارغة، سرعان ما تمتلئ بالحلويات التي يقدمها الأصدقاء والعائلة في الحي، كما يتم إطلاق البالونات.
المصدر : ميدل إيست آي