يسلمه الطابور للطابور وتقذفه الصدمة للصدمة ...هكذا يقف المواطن الفقير في مدينة كنكوصه عاجزا عن فهم واقع من فوضى تضخم يستنزف جيبه الفارغ و ينغص عيشه البائس -أصلا-.
يستيقظ المسكين (المواطن) فينهض تائها في دوامة الطوابير أمام نقاط ببع السمك مع بزوغ الفجر، ليرجع من أعياهم الفوز في جولة الجهاد من أجل العيش - الأولى - إلى جولة الزحام أمام دكاكين أمل لينقضي يومهم كأمسهم في مطاردة حلم العيش السعيد - البعيد-.
التحكم في أسعار اللحوم الحمراء خرج -فيما يبدو- من أيدي الجهات الرسمية وسط حالة من غياب الحزم و بوادر عجز عن فرض و رعاية تطبيق الاتفاقيات المبرمة مع الجزارين.
أما عن رقابة أسعار المواد الغذائية و جودة المعروض منها في السوق فمجرد مهمة رحلة سنوية خاطفة تنظمها مندوبية حماية المستهلك في لعصابه، ليبقى المواطن طوال العام بين فكي كماشة غلاء لا تحده أخلاق ولا يوقفه قانون، و نذر عودة موجة أخرى من كوفيد.....
إنه مسار من الارتفاع الصاروخي المستمر في التصاعد للأسعار يحتاج من يوقفه بالقانون بعدما غاب من يعين على تحمله بشيء من مد يد العون في هذا العام الأشهب.