سيدي رئيس الحزب الحاكم المحترم.
السادة أعضاء الوفد الموقرين.....
السادة أعضاء الهيئات القيادية للحزب ,,, أيها المنتخبون والأطر و المدعوون و الحاضرون ـ دون دعوة ـ .
لن أطيل عليكم لأن الوقت والظرف لا يسعفان في مدينة عرفت على مر التاريخ بكرم الضيافة و حسن الاستقبال وكامل الولاء للحكام و أحزابهم.
إلا أني في هذه أجنح للاختصار المخل .....
حالنا سيدي الرئيس يكفي للاطلاع عليه التفاتة عابرة من شرفة إقامتكم المكيفة و المفروشة و المختارة بعناية. لتروا بأم العين كيف يساق الناس نحو الموت بالإهمال و تواطئ واضح من أغلب الجالسين أمامكم من منتخبين و أطر أو متسمين بذلك.
نحن سيدي الرئيس لن نكون بدعا من الشعب و لا نشازا في المجتمع. لذلك فإن تحدي الوحدة الوطنية و معوق آثار و مخلفات الاسترقاق. كلها مكامن خلل و نقاط ضعف و داء, يجب العناية بها وعلاجها حتى القضاء عليها.....
لكننا مع ذلك نعيش من أصناف المعاناة و أنواع الاستهتار و أشكال الغبن البادي منه والخافي, ما يجعل ما "ترقصون" عيه اليوم وترا ثانويا في سينفونية البؤس التي ألفناها منذ عقود.
كيفه سيدي الرئيس بلا ماء ـ أظنكم سمعتم ذلك يوما ـ و كنكوصه بلا صحة وبومديد بلا تعليم و كرو يفتقد سكانه الأمن و الطمأنينة أما الأهل في باركيول فتخنقهم ـ مثل غيرهم من سكان الولاية وفي كل شبر منها ـ العبرات عن كشف مكان الوجع بعدما تكاثر الألم و تعاظم النسيان وغاب النصير.
لن يحدثكم عمدة ولا نائب و لا إطار _ في غالب الظن ـ عن أرقام الفقر و لا سوء التغذية و لن تسمعوا عن أي تقارير و لا دراسات عن واقع الصحة والتعليم و الحالة المدنية....
سيجلس الجميع أمامكم و على رؤوسهم الطير يستمعون بخضوع إلى ما يفيض من كنانة محاضريكم ـ المستقدمين ـ و سيقتصر دور الإعلام الرسمي والحزبي على ممارسة القص واللصق و التنميق بعد تغييب الإعلام المحلي .... ثم تنتهي الورشة دون أن يسمع عنها السكان غير تقرير الدقيقتين و نصف على الموريتانية ليبدأ التحضير ل"جولة أخرى" من مسلسل اللعب على ذقون فقراء يعالجون سكرات الموت ألف مرة لليوم بتعدد أوجه الحرمان.