دأبت أغلب المشاريع التنموية و المنظمات المرتبطة بها و تلك المكلفة بتنفيذ برامج دولية موجهة لمقاطعة كنكوصه في شتى المجالات على اعتماد سياسة التنفيذ عن بعد من خلال الاكتفاء في أحسن الحالات بالبقاء في كيفه (عاصمة الولاية) و تقديم فروض الطاعة بشكل دوري للسلطات الإدارية و الأمنية الجهوية و البقاء في ظروف أحسن ـ على الأقل ـ من تلك التي ستواجهها الطواقم في حال قررت النزول إلى ميادين التدخل في القرى و آدوابه.
كما تعتمد تلك المشاريع "الطائرة" التي لا تزور المقاطعة إلا في رحلة حج عابرة, تهتدف إلى إيهام الممولين بالجدية و الميدانية , من خلال ورشات يتم اختيار المشاركين فيها بمنطق لا يخلو من زبونية و انتقاء وبعد عن الواقع و تنكر لمبادئ التنمية القائمة على توجه الدعم و التكوين للقابليات و المنتجين, فيما يتم اختيار وسائل الإعلام الرسمية ـ اضطرارا ـ و تلك الحرة الناطقة بلسان "رب التمويل", دون مراعاة لمشاعر الرأي العام المحلي الذي يكتفي المتطلعون منه بطرح أسئلة يعزف امسؤولون عن الأنشطة "المهزلة" عن إجابتها.
سياسة هروب للأمام ومنهج واضح في تسويق الوهم وتبديد الثرورة و تمييع التنمية, تنتهجها مشاريع لا يعرف المستهدفون أسماءها و لا شعاراتها فيما يضحك الممولون طربا بالإنجاز " المزيف" الممنتج.
على هذه المشاريع أن تستفيد من تجارب ناصعة شهدتها ميادين الإنجاز في مقاطعة كنكوصه من خلال مشاريع ومنظمات تركت ـ بتفاوت ـ بصمات تنفع الفقراء و تمكث في الأرض : PASK II - WORLD VISION - DELCO و اعتمدت سياسة الحضور الميداني و المتابعة اللحظية و التكوين و التأهيل المستمر للمستفيدين.