نشرت وكالة كيفه للأنباء على الفور خبر المشادة أو الشجار الذي حدث البارحة خلال فعاليات مهرجان الحزب الحاكم الذي ترأسه مبعوث الحزب محمد محمود ولد أمات.
وهو الحدث غير الجديد في أحزاب لا تجمع أصحابها مبادئ ولا أفكار ولا يجتمع الناس حولها على برنامج سياسي أو مؤسسي.
فهو كشكول من الزعامات التقليدية والأطر المستفيدين من السلطة والمنتخبين القبليين ، ورجال الأعمال والبسطاء أيضا المغلوبين على أمرهم.!!
وبذلك يكون من الديماغوجية وعدم الواقعية أن يعول أحدنا على سير هذا الشكل من المناسبات بطريقة انسيابية ، شفافة و مسؤولة .
وإن وكالة كيفه للأنباء لتسجل بالصوت والصورة أحداثا مشابهة آخرها فضيحة التدافع على سلم الطائرة في استقبال غزواني أثناء الحملة، غير أنها فضلت ستر المؤمنين .
إن الوكالة التي حملت على عاتقها أولا خدمة ولاية لعصابه وسكانها لن تتعرض أبدا لما يفرق الشمل ويشعل الضغائن ويجذر الفرقة ويمزق عرى التآخي.
واستمرارا في ذلك النهج المبدئي التزمت الوكالة الصمت لمدة 10 سنوات اتجاه الصراعات الأهلية البينية ، ولم تتناول ذلك إلا في إطار معالجات هادفة تبرز خطر تلك الظواهر وتٌنظِر لمجتمع منسجم تقدمي واع، ومسؤول.
وقد بلغ ذلك بنا أن نفتقد المهنية والروح الصحفية حين نكتشف أن الخبر يضر بسمعة الولاية وهيبتها ومصالحها أكثر من نفعه لها.
صحيح أن الإعلام في واحد من أدواره المحورية هو إظهار التدني ومستوى التردي لدى الطبقة التي تحكم الجماهير، غير أننا نغض الطرف عن ذلك إذا لمسنا أنه سيدق الإسفين بين مكونات المجتمع ويفاقم تمزقه وينغص وئامه.
الغريب في الأمر أننا نتعرض منذ ليل البارحة لسيل من الانتقادات والاتهامات عبر الهاتف ومن خلال التعليقات لأننا لم نولي الكثير من الاهتمام بحادث البارحة ولم نتجاوز فيه غير خبر قصير.
نحن تعمدنا ذلك عن وعي ، وهو دأبنا لمن كان يتابع ما ننشر خلال عقد من الزمن هو عمر الوكالة ، ولم نجد حتى الآن سببا مقنعا يصرفنا إلى عكس ذلك النهج.
صحيح أن ذلك العمل لا ينتمي إلى الصحافة الصادقة الجريئة ولكنه إكراه ابتلعناه معتبيرنه الأقل تكلفة.
وكالة كيفه للأنباء