حين تسافر سيدة فقيرة حامل شهريا إلى كيفه لمعاينة طبيب النساء فتتحمل في سبيل ذلك مبالغ طائلة في النقل و الضيافة و تكاليف باهظة في رسوم الدخول إلى العيادة و إجراء الفحوص فذلك لا يعني النافذين عندنا أي شيء.
و حين يفتك ألم الطلق بسيدة تسلم نفسها لطاقم من الممرضين في "تناها" يبذلون جهدهم في إنقاذها رغم غياب الوسائل و انعدام سيارة إسعاف فذلك لا يعني لهم أيضا أي شيء.
و حين ترتفع أسعار اللحوم – دون مبرر – و تمتلئ السوق بأطنان المواد منتهية الصلاحية و يفلت "المقترفون" من العقاب ، فذلك لا يعني أغلب النافذين عندنا.
كما لا يعنيهم – على ما يبدو – أن تتلاعب الشركات بتنفيذ "سد آكمامين" و تماطل في إنجاز طريق هامد الحيوي و تتجاهل الحكومة "وعدها الأزلي" بإنشاء جسر على البحيرة.
أما حين تتبنى جهة "أي جهة"، مبادرة لجلب أخصائي إلى المركز الصحي لمعاينة النساء و تخفيف الحمل على الفقراء، فهنا يتحرك النافذون و بفاعلية تأسيسا على معلومة مغلوطة و انتصارا لمصالح بعض المستفيدين على حساب عامة الناس؛ فيوقفون الوضع دون بديل.....
فشكرا لكم أيها النافذون!!؟