با آدما دمبا..... رائد الإخاء والطب النووي ابن كنكوصه الطامح لدخول البرلمان

 

 

قبل عشر سنوات وأمام حضور غصت به دار الشباب القديمة خلال نشاط نظمته جمعية يدا بيد، ترجّل من بين أفراد لجنة التنظيم شاب مؤدب, وكان في انتظاره على المنصة رجل طويل حسن السمت باسم الوجه فتعانقا بعد أن قبّل الشاب جبهة مُنتظِره.

لم يكن ذلك الرجل سوي الدكتور با آدما دمبا في مشهد غير متكلف, بل هو نتاج أخوّة صادقة مع والد الشاب عبد الرحمن، الرجل العابد عبد الله ولد أحمد ولد منّيَه أنزلهم الله منازل الصالحين .

يتذكر با آدما سنتين قضاهما أخاً للراحل قبل أن يغادر هذه الدنيا...كان ذلك ضمن مؤاخاة رمزية نظمتها الجمعية بين نخبة علمية من أعضائها لتعميق التعارف بين إخْوة الإيمان وجيران الوطن وشركاء الفكرة، وكان الدكتور با والمرحوم عبد الله ولد منيا محظوظين فقد كانت مشتركات الإخاء والطيبة والربانية عميقة بينهما، وهو ما اختصره الدكتور با قائلا تلاقت اعيننا في جمع كبير فكانت بداية مسار من الحب في الله والنصح الصادق والعلاقة الممتدة.

 

يتذكر الدكتور كيف مرت فترة سنتين سريعة غنية بالصداقة الصادقة بين الأسرتين، وكيف جعلته أحد أعمام أطفال أخيه، يحضر أفراحهم، ويتصلون به كل وقت، ويراجع أطفالهم مع أطفاله في تونس إلى غير ذلك من المشاهد المفرحة له.

 

طفل كنكوصة...في عمق الوحدة الوطنية.

 

في سنة 1972 بمدينة كنكوصه ولد با آدما دمبا وبالمدينة الجميلة عاش سنين حياته الأولى قرب منزل الحاكم فى الجانب الذي يطلق عليه (كنكوصه1).

تعود أصول الطفل حينها با آدما إلى بادية (كلَبلَ) التي تبعد 7 كلم من مدينة كنكوصه ..لكن عمل والده وجدّه في قطاع الحرس جعلهم يقيمون في المدينة.

 

درس السيد با أدما دمبا الابتدائية في كنكوصه ثم انتقل إلى ميدنة كيفه ودرس السنة السادسة في المدرسة رقم1, وأقام سنوات في سكَطار وبالأخص حي العنكَار, حيث درس الإعدادية سنة 1986 لنتقل إلى مدينة بوغي ويكمل دراسته الثانوية في منطقة (بوغي دوْ) فكان الأول على مستوى ولاية لبراكنة والثاني وطنيا في شعبة العلوم الطبيعية سنة 1993

 

من رومانيا إلى ولاته

 

غادر الشاب با آدما دمبا إلى رومانيا لدراسة الطب البشري مدة سبع سنين, ودخل الوظيفة العمومية سنة 2000 بعد تخرجه ليتم ابتعاثه إلى النعمة فعمل في المستشفى المركزي فيه وبعدها إلى ولاته كطبيب رئيس.

نجح الطبيب العام في تخصص الأمراض الباطنية بالمعهد الوطني للتخصصات الطبية، وخلال تلك الفترة استفاد من دورات متعددة في المملكة المغربية قبل أن يزيد كفاءته الأكاديمية بالتخصص في الطب الباطني ضمن خمسة أطباء تم توجيههم إلى المستشفيات الكبيرة بالعاصمة نواكشوط بعد التخرج.

خلال وجوده بالمغرب ولمدة سنتين سجل الدكتور با في تخصص (الروماتيزم والمفاصل ) لكن الدولة استدعته بعد سنتين من دراسة التخصص، ليتم تعيينه في مستشفي الإنكولوجيا سنة .2011

 

صديق مرضى السرطان

 

مارس الدكتور با عمله في مستشفى الإنكولوجيا وظل وجها معروفا لدي الجميع يحب الخير ويمشي مع الضعيف والفقير مفرجا لكربة بريدَ شفاء وعنوان شرف المهنة ومتمثل أخلاق الطبيب.

قبل سنوات قليلة حصل الدكتور با على منحة من الوكالة العالمية للطاقة الذرية، فغادر إلى تونس ودرس الطب النووي هناك، ثم عاد سنة 2021 ليكون أول موريتاني متخصص في هذا المجال ..ويتم تعيينه رئيس الطب النووي في مستشفي الإنكولوجيا حيث يعمل حتى اليوم.

 

 لا يختلف با في الشارع والمسجد والدعوة والعمل الصحي...فبا موحّد الصفات بسمة غامرة ..وكلمة طيبة ومحجة للضعفاء والباحثين عن توجيه ومساعدة ممن ضاقت بهم الدنيا خلال معاناتهم الأليمة.

 

طبيب السياسة

 

الدكتور با آدما دمبا في شقه الآخر سياسي مخضرم فهو من بين مؤسسي مبادرة الإصلاحيين الوسطيين واكب تاسيسها وتقلد مناصب عديدة بعد التأسيس فتولي أمانة الإعلام وكان أحد نواب المنسق.

بعد ترخيص حزب تواصل ظل الدكتور با آدما داخل الهيئات القيادية في المكتب التنفيذي أمينا للعلاقات الخارجية ثم نائبا للرئيس عدة مرات وظل بين المكتب السياسي والمكتب التنفيذي لتواصل حتى اليوم .

قبل يومين قدم (الدكتور با) أوراق لائحة نواب نواكشوط الغربية رفقة عدد من قادة تواصل بعد أن قدمه المكتب السياسي لحزبه، ليكون نائبا في البرلماني الموريتاني وهو المنصب الذي لم يسع إليه وليس من الراغبين في أضوائه.

يُتقن الدكتور با اللغة العربية والبولارية والحسانية وكذلك الفرنسية والرومانية ويتحدث اللغة الإنجليزية, ويعرف المجتمع الموريتاني بشكل جيد من خلال العيش في مدينة من مدن التعايش المشترك في موريتانيا، والإقامة في كيفه وبوغي ثم العمل في أقصي الشرق الموريتاني.

عاش الدكتور با بواكير حياته في مدينة يفصل بين طرفيها نهر كبير تعوّد أن يقطعه ليصل زملاءه وأهله, ما ولّد لديه إصرارا على كسر أمواج التفرقة والاستعداد لدفع الكلفة من أجل تواصُل المجتع الموريتاني بعيدا العنصرية والكراهية وصولا إلى برّ الأخوة الصادقة .

سيكون أخصائي الطب النووي قادرا بلغاته المتعددة ومعرفته الدقيقة بالمجتمع وحرصه الصادق على أخوّته وبما يمتلك من أسرار العلاج لأمراض باطنية صعبة ودقيقة، أن يسهم بشكل كبير في إيصال صوت المواطن الضعيف ومراقبة العمل الحكومي والصدع بكلمة الحق دون تكلف ولا مبالغة، حتى يصل صوت المظلومين وتُسمع أنات المحرومين من ضفاف الوطن إلى سوح المكاشفة في البرلمان دون رتوش ولا محاباة، فكل ذلك وأكثر جزء من مسيرة التميز التي بدأها ابن كنكوصه قبل عدة عقود.

 من صفحة الصحفي محمد يحي ولد ابيه

خميس, 13/04/2023 - 22:41

آخر الأخبار

ترأس والي لعصابه عبد الرحمن ولد الحسن، مساء اليوم الجمعة بدار الشباب القديمة بكيفه، اجتماع بالمنت

سلم الرئيس محمد ولد الغزواني اليوم ملف ترشحه للرئاسيات المقررة يوم 29 يونيو للمجلس الدستوري.

تواصل بعثة من وزارة التهذيب الوطني و إصلاح النظام التعليمي مكلفة بمتابعة العملية التعليمية و مجهو

عين الرئيس الموريتاني اليوم السيد سيدي محمد ولد محمد الراظي سفيرا فوق العادة وكامل السلطة في طهرا

عين الأمين العام للأمم المتحدة نطونيو غوتيريش، وزير الخارجية الموريتاني السابق إسماعيل ولد الشيخ

شهدت أسعار طحين القمح بكنكوصه، زيادة معتبرة خلال الأيام الأخيرة.

وجّه الرئيس محمد ولد الغزواني الليلة رسالة إلى الشعب، أعلن من خلالها الترشح لمأمورية ثانية، ودعاه