.gif)
إن الدولة الموريتانية في مسيرتها التنموية تسير بخطى واثقة نحو تحقيق النضج الواعد بعد مضي ما يربو على ستة عقود على نشأة الدولة الحديثة رغم التعثرات التي عرفتها البلاد في بعض الحقب السابقة .
ويبدو الأمر جليا إذا أمعنا النظر في مسيرة نظامنا التربوي من خلال بحثه الدؤوب عن أحسن الطرق للقيام بإصلاح تربوي يجمع كل الموريتانيين حول هدف واحد و يرى الجميع فيه ذاته محققين من خلاله آمالهم و تطلعاتهم ومشكلا ضمانة حقيقية للوحدة والانسجام بين كافة مكونات المجتمع ومصدرا للسكينة العامة ورافعة لتنمية ونهضة وازدهار هذا الوطن الغالي علينا جميعا . وقد أصر قائد العهد الجديد فخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بل آلى على نفسه أن يحقق هذا الهدف الذي طال انتظاره من طرف الشعب الموريتاني باعتباره أكبر أحلامه وأهم تطلعاته الا وهو إصلاح المنظومة التربوية الوطنية . فأطلق القطاع المكلف بالتهذيب بقيادة صاحب المعالي السيد محمد ماء العينين ولد أبيه مشوار الإصلاح المنشود بحكمة ومسؤولية وحصافة؛ الأمر الذي أدى إلى النجاح الباهر الذي حققته كل الخطوات والإجراءات التي قيم بها حتى الان . فقد تم تنظيم ورشة تكوينية لصالح مفتشي التعليم الأساسي تهدف إلى مراجعة برنامح السنة الأولى بوصفها أساس مرحلة التعليم الأساسي كما تم تنظيم ورشتين تكوينيتين لصالح معلمي الأقسام الاوائل والثواني من التعليم الأساسي . ينضاف إلى ذلك مراجعة وإنتاج الكتاب المدرسي للسنة الأولى من التعليم الأساسي كما تم القيام بسبر لحاجات التكوين لدى المدرسين تم على إثر ذلك تنظيم تكوينات لصالح المدرسين هدفها سد خلة المدرسين أكاديميا وتربويا ليمتلكوا المؤهلات الأكاديمية والتربوية اللازمة لتربية النشء تربية سليمة تواكب الإصلاح المنشود وتعد المتعلمين لمتطلبات التنمية وروح العصر , ليصبحوا مواطنين صالحين متمسكين بثوابت الأمة الدينية والوطنية و متآلفين يحبون الخير للإنسانية جمعاء. أضف إلى ذلك تنظيم مشاورات وطنية جهوية ووطنية لأخذ آراء الموريتانيين حول المدرسة التي يريدون , سبيلاً إلى خلق مدرسة جمهورية تقلع بالبلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا على اعتبار أن التعليم هو رافعة تنمية البلدان. وانطلاقا من نتائج هذه المشاورات تتم صياغة القانون التوجيهي للمنظومة التربوية الموريتانية .
كما أجريت مراجعة شاملة لبرنامج التكوين في مدارس تكوين المعلمين .وتم إجراء مسابقة شفافة للمكونين. ولتفعيل الشراكة بوصفها بعدا آخر لاغنى عنه لنجاح المدرسة الجمهورية التي نريد ؛ تم إنشاء لجان التسيير بالمدارس وتم تكوينها وتزويدها بالوثائق والمستندات المطلوبة إضافة إلى فتح اعتمادات مصرفية لتفعيل نشاطها .ونظراً إلى أن التخطيط ضروري لأي عمل يراد له النجاح , فقد تم تكوين المفتشين والمستشارين التربويين والمديرين حول مشروع تطوير المدرسة وهو ما بعث على الارتياح وكانت له أصداء إيجابية في الوسط المدرسي. أضف إلى هذا وذاك سلسلة التكريمات والتوشيحات التي تم القيام بها لصالح المفتشين والمديرين والمعلمين والتلاميذ إيمانا بأهمية التحفيز ومحورية تطبيق مبدإ العقوبة والمكافأة في المجال التربوي. وغني عن الذكر ما قيم به في مجال البنى التحتية المدرسية عموما. ولا يقل أهمية ما تم إنجازه على مستوى التعليم الثانوي عن ما أنجز في مجال التعليم الأساسي فقد حدث تقدم ملحوظ على هذا الصعيد .
وقد بلغ هذا المشوار ذروته باتخاذ قرار لامركزية تسيير مسابقة دخول السنة الأولى من الإعدادية وتصحيح شهادة ختم الدروس الإعدادية .
هذه اللامركزية التي كانت تمثل تحديا ورهانا بالنسبة للقائمين عليها بل بالنسبة للوزارة بقضها وقضيضها. وقد تم لهذا الغرض تشكيل وتكوين لجان مكلفة بتسيير هذه الامتحانات غير الممركزة لأول مرة في دورتين تكوينيتين تكوينا جيدا. ولله الحمد حققت هذه اللامركزية نجاحا باهرا أثبت فيه القائمون عليها المقدرة على القيام بها أحسن قيام بدءاً بإعداد المواضيع و مرورا بالطباعة والسحب والتغليف والتوزيع والرقابة وإلسكرتاريا والتصحيح وحتى الصياغة .
ولايفوتني في هذا المقام أن أشكر أعضاء اللجان الجهوية للمسابقة على مابذلوه من جهد وما تحلوا به من انضباط ومسؤولية وإخلاص حتى أوصلوا الأمور إلى بر الأمان محققين بذلك النجاح المطلوب رغم تشكيك المشككين وتوجس المتوجسين. واخص بالشكر السيد عالي ولد اكريكد المدير الجهوي للتهذيب بولاية لعصابه على التفاني والإخلاص وعلى الظروف التي جرى فيها عمل اللجنة من بدايته و حتى نهايته .
كما أنوه بالجهود التي بذلت لمحاربة الغش بأشكاله المختلفة والشكر موصول للسلطات الإدارية والأمنية في ولاية لعصابه.
واهنئ الادارات الجهوية في جميع الولايات على الجهود الجبارة وعلى النجاح الذي تحقق والسلطات الإدارية والأمنية وإدارة الإمتحانات ولجان الرقابة والسكرتاريا والتصحيح والصياغة وكل إدارات ومصالح الوزارة التي شاركت من قريب أو من بعيد من أجل نجاح هذه العملية .كما اشكر مكاتب وروابط آباء التلاميذ وكل الشركاء على التعاون.
وأملنا كبير جدا في أن تتواصل سلسلة التحسينات والنجاحات خدمة لتنمية بلدنا العزيز في كنف العهد الجديد الذي نعلق عليه كل آمالنا في النمو والازدهار والأمن والأمان والوئام والانسجام. عاشت موريتانيا حرة مزدهرة تنعم بالرخاء والهناء.
بقلم : المفتش : عبدالله ولد أبو مفتش قطاع تربوي بمفتشية كنكوصه للتهذيب الوطني.
والله ولي التوفيق بتاريخ : 23/06/2023
