.gif)
كثيرة هي الأسئلة المطروحة حول الدخول إلى عالم الأعمال ماهو وما مفهومه وكيف يعمل وماذا يتطلب من مهارات وعمليات أساسية.
كطالب في "الأتصال الدولي" International communication أرتأيت أن أنفض الغبار عن هذا المفهوم ضمن إطار تخصصي الدراسي، ورغم أن نظام التدريس إنجليزي بحت، إلا أننا سنحاول جاهدين إلى ترجمة ما أمكن إلى اللغة العربية سعيا منا في المشاركة في إثراء المحتوى العربي وتقديم ما أمكن من معلومات للقارئ الكريم.
قد يتساءل البعض عن النشاط التجاري أو الأعمال إن كانت هي الأقرب لترجمة كلمة Business هذه الأخيرة تم تعريفها على أنها كل شيء، بمعنى أنها متواجدة في أي مكان تذهب إليه..!
بمفهوم آخر ربما أسهل، دعك من التفكير البعيد وخذ مثالا أسهل، أنظر حواليك هل تشاهد شيء ليس نشاطا تجاريا ؟ قد ترى بجانبك سيارة، قميصا، نعلا أو حتى كأسا من الشاي كل هذه الأمور تعد نشاطا تجاريا سواء كانت خدمات كالنقل، الصحة، التعليم أو منتجات كاللباس، المأكولات والمشروبات.
ومن هذا المنطلق يمكننا إعتبار الأعمال أي نشاط يوفر السلع أو الخدمات للمستهلكين بهدف الربح.
وتنقسم المؤسسات التجارية إلى قسمين:
-المؤسسات الربحية
-المؤسسات غير الربحية
والفرق بينهما أن المؤسسات الربحية هي تلك المؤسسات التي تقدم السلع أو والخدمات للمستهلكين بغرض *الربح* ومن أمثلتها شركة "موريتل وماتل وشنغيتل (محليا) أو سامسونغ وجوجل وآبل (عالميا) ، بينما تعد المؤسسات الغير ربيحية والتي تعرف ب NPO وهو أختصار لكلمة Nonprofit Organization مؤسسة تجارية غير ربحية وهي التي تقدم نشاطا تجاريا للمستهلكين لكن هدفها الأساسي غير ربحي، بمعنى أن الأموال التي تجنيها هذه المؤسسات تخصص لمشاريع أخرى إنسانية كإغاثة اللاجئين والمؤسسات الخيرية ولا تخضع هذه المؤسسات للضرائب على خلاف المؤسسات الربحية هذا عن المؤسسات التجارية بشكل عام.
أما عن عوامل الإنتاج فيتطلب من النوعين المذكورين آنفا المؤسسات الربحية وغير الربحية يتطلب منهما عمليات أساسية للقيام بأنشطتهم التجارية وتعد هذه العوامل إلزامية للقيام بأي نشاط تجاري أي كان نوعه:
1 الموارد الطبيعية وتطلق على أي مورد طبيعي أرضا كان أو حجرا أو أي شيء آخر، فالأشجار تعتبر موارد طبيعية إذا ما استخدمنا خشبها.
2 العمل ويعني هذا أي مجهود يقوم به شخص ما وهو ما يعرف برأس المال البشري.
3 رأس المال و هو ما يعرف ب Capital وهو أي شيء يمكن أستخدامه للمساعدة في الإنتاج سواء كان ماديا (جهاز كمبيوتر) أو غير مادي (برامج مساعدة ).
4 صاحب العمل Entrepreneurs وهو رائد الأعمال الشخص الذي يعمل من أجل تحقيق ربح كالمزارع أو المهندس.
وتنقسم أنشطة المؤسسات إلى عدة مجالات كل مجال منهما قد نتطرق له في موضوع منفصل لاحقا لكن سنشير إليها بشكل سريع :
-العمليات Operations وهي تحويل الموارد الطبيعية إلى سلع ملموسة أو خدمات غير ملموسة ويشرف على العمليات مديرا يسمى مدير العمليات بالنسبة للمؤسسات الكبرى.
-التسويق Marketing وهي العملية التي تقوم بها مؤسسة ما لتحديد حاجيات العملاء (الزبون) وتصميم منتجات أو خدمات لتلبية تلك الأحتياجات. كما أن عملية التسوسق هي المسؤولة عن الجودة والترويج للمنتجات وتوصيلها للعملاء والحفاظ على الزبون ويديرها مدير يسمى مدير التسويق.
-المحاسبة Accounting وهي مسؤولة عن العمليات الحسابية الدقيقية و التي يقدمها المحاسبون وهناك نوعان من المحاسبيين، المحاسبون الماليون الذين يقدمون بيانات مالية للمستخدمين داخل وخارج المؤسسة، والمحاسبون الإداريون الذين يقدمون تقارير عن المواد المستخدمة في عملية الإنتاج ويدير هذه العمليات مدير يسمى مدير المحاسبة.
المالية Financial وهي مسؤولة عن التخطيط والتمويل وتعالج أسئلة من قبيل كم من المال تحتاجه الشركة ؟ أين ستحصل الشركة على التمويل اللازم ؟ كم من الأموال ستنفق ؟
وتعد الإدارة المالية الركيزة الأولى لأنطلاق أي مشروع تجاري ويديرها مدير يسمى مدير المالية.
هل سمعت يوما بأصحاب المصالح Stakeholders؟
أصحاب المصالح هو شخص أو مجموعة من الأشخاص لديها مصالح في مؤسسة ما، ولديه تأثير على الشركة كما أنه يتأثر هو أيضا بقرارات المؤسسة. وهناك نوعان من أصحاب المصالح :
■ أصحاب المصالح الداخليون وهي مجموعة من الأشخاص تعمل بشكل مباشر داخل مؤسسة ما كالمدراء، والملاك، والموظفيين وهؤلاء يؤثرون ويتأثرون بقرارات المؤسسة ويسعون للحفاظ عليها لجني ما أمكن من الأرباح.
■ أصحاب المصالح الخارجيون وهم الأشخاص الذين لا يعملون بشكل مباشر داخل المؤسسة لكنهم يتأثرون سلبا وإيجابا بقرارات الشركة كالموردين، والعملاء وأصحاب الديون، فالمورد لا يرغب في خسارة المؤسسة التي يورد لها خشية إغلاقها وكذالك الزبون لا يرغب في تضرر المؤسسة التي يتردد إليها يوميا من أجل حاجياته والحال ذاته ينطبق على الدائنون حيث لا يرغبون في إفلاس المؤسسة خشية إغلاقها وبالتالي فديونهم لن تسدد.
وتتأثر المؤسسات بقوى خارجية كالأزمات المالية وحركة الزبون وقرار الحكومات كزيادة الضرائب وغيرها من القرارات الخارجة عن إدارة المؤسسات وهي أمور كلها تأخذ بعين الإعتبار لدى المؤسسات التجارية.
ومن أبرز القوى الخارجية التي تتأثر بها المؤسسات :
● البئة الإقتصادية Economic Environment حيث تتأثر المؤسسات سلبا وإيجابا بالأزمات الأقتصادية العالمية حيث يؤدي تضرر الأقتصاد إلى تضرر المؤسسات كذالك ما يؤدي إلى تسريح بعض الموظفيين ونقص الإنتاج.
● البئة القانونية Legal Environment وتعد إحدى العوامل الخارجية الأكثر تعقيدا وخطورة فهناك مجموعة من القوانين والألتزامات التي يجب على المؤسسات أتباعها والتعامل معها من أجل البقاء في سوق العمل.
● البئة التنافسية Competitive Environment وهذا العامل أيضا يجب أخذه بعين الأعتبار حيث تشتد المنافسة بين معظم المؤسسات على أساس الجودة والتوصيل وتقديم الأحسن من أجل الحصول على منافسيين جدد وكسب ولاء العملاء.
● البئة التكنولوجية Technological Environment مع التطور المتسارع اليوم في المجال التكنولوجي يجب على المؤسسات التأقلم مع هذه التطورات وأستخدام أبرز الأدوات التكنولوجية المتاحة من أجل تقديم خدماتها كخدمات التجارة الإلكترونية وغيرها.
● البئة الإجتماعية Social Environment وهذه الأخرى أيضا من العوامل التي يجب أخذها بعين الأعتبار حيث ينبغي على المؤسسات الإلمام بجمهورها من حيث الجنس والعمر والثقافة وهي أمور كلها يجب مراعاتاها من الناحية التسويقية.
● البئة العالمية Global Environment أدت العولمة إلى تدفق التجارة الحرة حيث أقتحمت الأسواق العالمية البضائع التجارية من كافة البلدان وهذا العامل يجب أخذه بعين الأعتبار.
هذا موجز بسيط ومختصر عن مفهوم الأعمال بشكل عام وفي مواضيع أخرى قد نتطرق لمواضيع أخرى ومصطلحات أكثر تخصصا في مجال المال والأعمال.
