.gif)
هنا على بعد بضع كيلومترات شمالي غربي مدينة كنكوصه تقبع جوهرة تنموية نادرة كانت ذات زمان مأوى أفئدة الباحثين عن غذاء الروح والعقل والأبدان...
هنا " أقليك أولاد ألمين" حين شمر أخيار قبل قرن ونيف من السنين عن سواعد جد تحدوها آيات الذكر وناشئة الليل لتحيل سواد الأرض المترائي من بعيد إلى جنات من سدر وزرع و نخل وثمر صنوان وغير صنوان فتصدقوا و اكلوا و احصنوا.
وضعت لبنات لقليك الأولى سنة 1905 م بجهد ذاتي من رجال المجموعة واستمر العمل والعطاء فيه على مدى سبعة عقود كاملة حقق السكان خلالها اكتفاء ذاتيا في مجال الغذاء من شتى انواع الحبوب والثمار كما شكل على مدار تلك الأعوام وجهة مفضلة للمنتجعين فيما احضتنت جنباته إحدى أكبر دوحات العلم والتدريس في المنطقة.
ومع بدابة سنوات الجفاف في سبعينيات القرن الماضي تراجع عطاء لقليك ودخل أزمة إنتاج استمرت خمس سنين ما لبث بعدها أن استعاد رونقه ونضارته مع بداية التدخل الرسمي بتوفير السياج وبناء السنم " الدار" مما زاد من إنتاجيته وأعاد الأمل لمستغليه.
لا زال لقليك حتى اليوم يحتل مكانة تنموية كبيرة في المنطقة من خلال ما يحويه من اشجار مثمرة ومخزون رعوي جعله قبلة لملاك المواشي من مختلف الأصقاع كما يوفر دخلا معتبرا للفقراء من خلال المنتجات الغابوية غير الخشببة (النيق - الكارور - الصلاحة...) إضافة إلى كونه معلما سياحيا يرتاده طالبو الراحة والاستجمام خصوصا في فصل الخريف.
حافظت مجموعة اولاد ألمين حتى الآن على تقليد تشكيل لجنة معنية بالمحفاظة على لقليك و إصلاحه وتسيير مداخيله المتعلقة بالمراعي وتنفق في ذلك من الجهد والوقت والمال إلا أن مطالب تبقى ملحة وضرورية لاستمرار عطاء لقلبك تستدعي تدخلا عاجلا من السلطات والمنظمات والفاعلين التنمويين من أجل تسييج مساحتة الأصلية الممتدة على طول 5 كم ليوفر محمية طبيعية ورعوية هامة.
لمتابعة الفيديو https://youtu.be/oedv_dSTv04
